هدفت الدراسة إلى معرفة الأسباب التي أسهمت في توطيد حکم العرب المسلمين في تلک الفترات المهمة من تاريخ الأندلس، والکشف عن ظاهرة سياسية اجتماعية مهمة أخذت مکانة بارزة، ومدى تأثرها بسياسة الحکم من حيث القوة والضعف، وإبراز دور الجواسيس في فترات السلم والحرب، حيث يعد التجسس واحداً من أهم الطرق التي اتبعتها الدول للحفاظ علي بقائها علي مر التاريخ، عن طريق الحصول علي معلومات تمنع حدوث أية أخطار محتملة، وقد إنتشرت الجاسوسية في أوقات الحروب، وفي حالة وجود منافسين للدولة علي خلاف ديني أو مذهب.
وقد کانت دولة المسلمين في الأندلس في حاجة ماسة لهذا النشاط، فقد استمرت ما يقرب من ثمانية قرون منذ عام (92هـ/711م) مع فتح القائد طارق بن زياد لبلاد الأندلس حتى عام (897هـ/1492م) بسقوط غرناطة على يد الممالک النصرانية، وخلال تلک الفترات التاريخية عمل الحکام على إحباط کثير من المؤامرات، والقضاء على العديد من الثورات بمختلف الوسائل الأمنية والعسکرية والفکرية إلا أنهم لم يستطيعوا استئصال جذوة المخاطر؛ فقد کانت الدولة الإسلامية محاطه بالتحديات الداخلية من صراع بين الحکام والثورات الداخلية