إن المتأمل للحياة الروحية عند الصوفية المسلمين يجد أنها تحمل معاني الاغتراب، والوحدة والقلق، والخوف، فالصوفي يسعى من خلال مجاهداته إلى تحرير النفس من قبضة الاغتراب في العالم المادي، ومن ثم استعادة وحدته المفقودة مع اللامتناهي" الله"، ولن يتحقق له ذلك إلاّ من خلال الحب، فالحب هو البوابة المفضية إلى الحياة الزاهدة حياة الوحدة باعتبارها "هرب الأوحد نحو الأوحد". فضلًا عما يعتري الصوفي في سفره هذا من قلق وخوف وحزن ولكل ذلك بوعث متعددة فالصوفي في قلق دائم، وخوف مستمر، ولكنه بالرغم عن ذلك يسعى إلى قهر هذا الاغتراب وتحقيق التكامل والتناغم مع اللامتناهي من خلال  الفناء في الله لذا جاء هذا البحث لكي يكشف عن الارتباط الوثيق بين الاغتراب والوحدة والقلق والخوف كما عايشها الصوفية المسلمين في تجاربهم الروحية.                              ثم جاءت الخاتمة متضمنة أهم النتائج: أولاً: يمكن وصف التجربة الصوفية بأنها تجربة اغتراب بالمعنى الوجودي للاغتراب، فالصوفي يغترب إراديا عما سوى الله ولا إراديًا بالفناء في " الله ثانيًا: لا يوجد فارق بين مفهوم الاغتراب وفقًا للتصور القرآني له باعتباره انفصال الإنسان عن الله، وتصور الصوفية له. ثالثًا: الاغتراب يحمل معاني إيجابية عند الصوفية المسلمين فهو ليس سلبيًا، لأن الصوفية قاوموا الحياة ومغرياتها بطريقة إيجابية.