بدأت دراسة الهارموني بشكل أكاديمي بالصدفة البحتة قديماً في الغرب وذلك عندما كان الناس يملأون الساحات والميادين لتحية رؤساء الدول والباباوات في أعيادهم ، حيث كانوا يرتلون وينشدون الأدعية وعبارات التهاني في جماعات تضم أعمارًا مختلفة وأجناسًا مختلفة من الرجال والنساء والأطفال، حيث امتزجت أصوات النساء والأطفال مع أصوات الرجال ، وقد إنتبه هوكبالد والملقب بأبي الهارموني إلى المذج بين الأصوات وتعرض لشرحها في مؤلفاته الموسيقية، حيث قرر سلاسة امتزاج نغمة الأساس التي يرتكز عليها اللحن بالنغمة الرابعة أو الخامسة من السلم الموسيقي المستخدم، ثم جاء العالم الموسيقي جيدو وأكمل أبحاث هوكبالد وأقبل بعد ذلك علماء الموسيقى أمثال مونتفردي ، فاجنر واستمروا في البحث إلى أن أصبح الهارموني علمًا قائمًا بذاته، ساهم في ارتقاء الموسيقى العالمية في العصور الحديثة ، أدى تأثر مؤلفي موسيقى القرن الواحد والعشرين بمؤلفي موسيقى القرن العشرين إلى تأثر أعمال بعض من هؤلاء المؤلفين باساليب تناول العناصر الموسيقية وعلى رأسهم المؤلف الفرنسي جان يوديس ماسي حيث استخدم بعض أساليب موسيقى القرن العشرين في تأليف مصنف 14 على الرغم من كونه من مؤلفي القرن 21 مما دعى الباحث في محاولة منه تناول أحد أعمال جان يوديس ماسي للتوصل إلى اسلوبه في التأليف والاستخدامات الهارمونية لمقطوعة رقم(8، 12) من مصنف رقم 14 ، مما قد يفيد الدارسين المتخصصين في تفهم اسلوبة المعاصر
وأشتمل هذا البحث على مشكلة البحث، أهداف البحث، أهمية البحث، عينة البحث والمصطلحات، كذلك تم تقسيم البحث إلى إطارين النظري والتطبيقي، واختتم البحث بالنتائج والتوصيات, المراجع وملخص البحث.