يحاول هذا البحث مقاربة مفهوم (المسكوت عنه) وتجلياته في رواية "بيت القبطية" لأشرف العشماوي، بوصفها من بين أهم الروايات التي اخترقت التابوهات المسكوت عنها؛ واتخذت منها مادة حكائية في محاولة لنقدها وكشفها من خلال بسطها بشكلٍ صريح أو مضمر، أو تقديم علامات دالة تُحيل على هذه القضايا المحظورة والمسكوت عنها، سواء كان هذا التقديم في وصف الشخصيات أو سرد الأحداث أو حتى الصمت المقصود، عمد البحث إلى تبيان قضايا (المسكوت عنه) في الرواية من خلال ثلاثة مسارات: أما المسار الأول فكان عبر تفكيك عتبات النص لبحث مدى إحالة هذه العتبات إلى القضايا المسكوت عنها، وفي المسار الثاني تتبع البحث التابوهات الثلاث وتواترها في ثنايا الرواية؛ سواء أكان هذا التابوه سياسيًا أم دينيًا أم جنسيًا، أما المسار الأخير فقد تناول البحث فيه دلالة البناء اللغوي وارتباطه بالمسكوت عنه، وذلك من جهتين: طريقة التعبير (صريحة - مضمرة)، توارد المفارقات وتأكيدها على المسكوت عنه، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج، من أبرزها تعج رواية (بيت القبطية) بالمسكوت عنه؛ حيث يشكل المادة المحورية التي تقوم عليها الحكاية في عمومها، وسلكت الرواية طريقين للتعبير عن القضايا المسكوت عنها، فإما أن يكون التعبير عن طريق التصريح وتفجير القضية بشكل مباشر، وإما أن يأتي التعبير بشيء من التلميح والإضمار، وفي كلتا الحالتين فإن الهدف واحد: عدم قبول الأوضاع القادمة، وإعلان الرفض والتمرد عليه، تضافرت عتبات النص – من عنوان وتصدير وإهداء وصورة الغلاف وكلمة الناشر؛ لتقدم عونًا سرديًا مهمًا في تشكيل المسكوت عنه وبلورته في المتن الروائي.