تُعد جزيرتا (فارسي وعربي) من بين مجموعة جزر الخليج العربي التي دار حولهما صراع منذ عام 1936م، وقد تميّز الصراع حول هاتين الجزيرتين بأنه كان صراعًا بين قوى ثلاث: إيران، والمملكة العربية السعودية، والكويت التي مثلتها بريطانيا في الصراع؛ وفقًا لمعاهدة الحماية بينهما عام 1899م، وأضحت الجزيرتان دون مالك حتى بزغ الصراع في عام 1936م, وإن بدأ بشكل ضعيف حتى بلغ ذروته في عام 1948حتى 1957م، وذلك بعد أن شجعت بريطانيا حاكم الكويت على امتلاك الجزيرتين، وظهور تسريبات نفطية بالقرب منهما، لكنها لم تنجح في ذلك لافتقار حاكم الكويت للأسانيد القانونية والتاريخية التي تمكنه من الاستيلاء عليهما وعليه فقد حاولت بريطانيا عقد اتفاقيات مع المملكة العربية السعودية لتقسيم الجزيرتين بينهما في عامي 1951 و1955م, على أن تأخذ الكويت جزيرة فارسي وتأخذ المملكة العربية السعودية جزيرة عربي وبعض الجزر الأخرى، لكن لم يتم ذلك بسبب بزوغ الصراع بينهما حول حلف بغداد 1955-1958م ومنطقة البوريمي  وكذا الصراع بينهما حول واحة البوريمي في 1955م وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما إثر ذلك، وعندما بزغت أزمة السويس وتعقدت العلاقات الدولية في المنطقة أسرعت إيران واحتلت جزيرة فارسي، في حين قامت السعودية باحتلال عربي، ثم قامت الأولى بطرد الأخيرة من جزيرة عربي، ولم يتم حسم الصراع إلا بعد توافق طهران والرياض حول تقسيم الجزيرتين بينهما، ومن ثم خرجت الكويت وممثلتها بريطانيا من هذا الصراع، وقد تم تقسيم الدراسة إلى تمهيد وخمسة عناصر رئيسة  يعالج العنصر الأول المحاولات البريطانية التي استهدفت من خلالها ضم الجزيرتين إلى حاكم الكويت، ويناقش العنصر الثاني استيلاء إيران على جزيرة فارسي، أما العنصر الثالث فيدور حول استيلاء السعودية على جزيرة عربي، ويتناول العنصر الرابع طرد السعوديين من جزيرة عربي بواسطة القوات الإيرانية، ويتضمن العنصر الخامس عملية التسوية التي تمت بين إيران والمملكة العربية السعودية في مارس 1957م، والتي بمقتضاها حصلت إيران على فارسي، والسعودية على عربي.