يحاول البحث رصد ملامح انشطار الذات في حياة الراوي وصديقه (أحمد – حسن) في رواية "عتبات البهجة" لإبراهيم عبدالمجيد، فعبر التاريخ الطويل الذي شهدته مصر وشعبها تغيرت قيمٌ كثيرة فظهرت قيمٌ واختفت أخرى، وظل المثقف في منتصف الطريق حائرًا يتساءل: أين موقعه بالضبط؟ إن حدوث انشطار الذات يُعد علامة على الابتعاد عن حالة السكينة والهدوء، والسلام النفسي. وأخذ المثقفون ينشدون الوصول إلى برّ السكينة والأمان الداخلي بدل عذابات التشظي ونير الانقسام. وفي ظل جدلية الذات الراضية والذات الرافضة، حاول البحث استقراء العوامل والأسباب التي يمكن أن تؤدي بالذات إلى حالة التشتت والتشرذم النفسي. ويقف البحث كذلك أمام اندماج صوت الراوي مع الروائي، عبر عملية إسقاط نفسي يمثل فيه الراوي – على نحو ما وجهة نظر الروائي. ويرصد البحث كذلك تناول الرواية لمعتقدات وأفكار المجتمع المصري، وأثر هذه الثقافة في سلوكيات الراوي وصديقه في حال المرض والصحة، والعمل والزواج، والعلاقات والعادات. من خلال تصوير الرواية لكل هذا عبر ثنائيات متقابلة يتجلى فيها انشطار الذات وتشظيها.