الواقع الافتراضي والرؤية ثلاثية الأبعاد في وقتنا الحالي أصبحت اتجاه عالمي في كل المجالات التقنية والعلمية والفنية ومن الضرورات الملحة للبحث العلمي في المجال الفني مما لها من إمكانات متعددة تتيح للمستخدم التعمق بشكل كبير داخل البيئة الافتراضية واشتراك أكثر من حاسة في التفاعل بالبيئة الافتراضية من إبصار وسمع وحركة وأصبح اتجاه عالمي فيما يخص النواحي الفنية .
والنحت كان دائما أرض خصبة لاستيعاب التطور وتأثيرات المجتمع التكنولوجي السريع التغير، فدخل التصميـم بمساعدة الكمبيوتر مجال النحت لانشاء مجسمات مادية فالنحت يعد أحد الاشكال الاكثر وضوحا في الفن ربما لأنه ملموس، فيمكنك أن تري وتشعر بالمنتج ومن هنا ظهر مصطلح "النحت الرقمي " ويعتمد هذا الفن على نفس طريقة تشكيل المجسمات في الواقع ، فالنحت الافتراضي يوفر أدوات تساعد النحات على تجسيد مايراه في خياله إلى مجسمات مرئية بطريقة أسهل وبأرخص التكاليف ومن الممكن اخراج المنتج عن طريق طابعات ثلاثية الابعاد وذلك للحصول على نتيجة واقعية وملموسة أي شئ يتم نحته على برامج النحت الرقمي أو استخدامه فقط كوسيلة أولية للنحت وبعدها يمكن تكملة المنتج بالطرق التقليدية المعتادة في اخراج المنتج النحتي.
وهذا ما تطرق اليه البحث الحالي حيث تناول مفهوم الواقع الافتراضي واهميته وخصائصه وأنواعه ومكوناته واثر هذة التكنولوجيا علي فن النحت ، مع توضيع أشهر برامج الواقع الافتراضي ، كذلك عرض وتحليل مختارات من أعمال بعض النحاتين الرقميين الذين استخدموا تكنولوجيا الواقع الافتراضي في انتاج أعمالهم ودورهم في الارتقاء بفن النحت ، وسرد بعض ايجابيات وسلبيات تكنولوجيا الواقع الافتراضي .