بادئ ذي بدء، لا يستطيع أحد أن ينكر الدور المهم الذي تلعبه مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الطفل؛ لما لها من تأثير بارز وملموس على حاضر الطفل ومستقبله في تكوين شخصيته وترسيخ الممارسات التربوية الجليلة في أذهانهم، وحيث إن هذه المرحلة لا يمكن استرجاعها، لذا فمن الضروري استثمارها بالشكل الأفضل الذي يخدم البشرية كلها.  من هذا المنطلق تتجلى أهمية مؤسسات رياض الأطفال، لذلك فقد تم تكريس كل المجهودات لتكون هي البذرة الأولى والأساس المتين الذي يشيد بناء ذلك الإنسان فكان لزامًا الاعتناء بهذه المرحلة لأهميتها وضرورتها، واستثمارها استثمارا حقيقيا لما لها من فوائد كبيرة على الطفل والمجتمع, وذلك من قبل العائلة أولا والروضة ثانيا، وعلى هذا فإن المنزل والروضة وجهان لعملة واحدة يعمل خلالها الوالدان والمعلمات معا لمقابلة احتياجات الطفل، لذا فالتعاون وتحقيق العلاقات الإنسانية الإيجابية بين هاتين المؤسستين ضرورة ملحة، بل إن نجاح المهام التربوية مرهون بفاعلية هذا التعاون الإيجابي.