حظى مفهوم قلق المستقبل باهتمام كبير فى مجالات الطب وعلم الاجتماع والاقتصاد, وحديثاً فى مجال علم النفس, وتعددت استخدامات مفهوم الجودة بصورة واسعة فى السنوات الأخيرة فى جميع المجالات, مثل قلق المستقبل وجودة الخدمات وجودة الزواج, وجودة آخر العمر وجودة المدرسة وجودة المستقبل (سامى هاشم, 2001: 13).
يعتبر مفهوم قلق المستقبل من المفاهيم الحديثة نسبياً فى التراث البحثى, وقد استخدم هذا المصطلح Quality of life فى بعض البحوث العربية باسم "نوعية الحياة" ومن ثم استقرت الدراسات العربية على استخدام مصطلح "قلق المستقبل", وقد تناوله الباحثون فى المجالات العلمية المختلفة كل من وجهة نظره المتخصصة, فالعنصر الأساسى فى كلمة جودة Quality يتضح فى علاقة الفرد الانفعالية مع المحيطين به, وهذه العلاقة قد تتوسطها مشاعر وأحاسيس الفرد ومدركاته (منسى عبد الحليم وعلى كاظم, 2006: 65).
وتتعدد الآراء حول جوانب قلق المستقبل, فالبعض يرى أن إشباع الحاجات الإنسانية هى جوهر موضوع قلق المستقبل, أما البعض الآخر فيستخدم الرضا عند الحياة كمرادف لقلق المستقبل, وهو يُعد أعمق فى التعبير عن قلق المستقبل من مجرد التعبير عن حسن الحال, فالناس قد يعبرون عن الإحساس بالحياة الجيدة, ولكنهم ليسوا فى حالة رضا تام, والرضا عند الحياة أحد الجوانب الذاتية لقلق المستقبل, ويُعبر عنه بمدركات الفرد لحاجاته وتوقعاته التى تواجه تغيرات بيئته المحيطة به, فى حين يرى البعض الآخر أن معنى الحياة من أهم الجوانب فى قلق المستقبل, فكلما شعر الفرد بقيمته وأهميته للمجتمع وللآخرين وشعر بإنجازاته وبمواهبه, وأن غيابه يسبب نقصاً أو افتقاد الآخرين له أدى ذلك إلى إحساسه بقلق المستقبل (منذر عبد الحميد وعبد الحميد سعيد, 2006, 185).