تزايد الإهتمام في السنوات الأخيرة بمفهوم اليقظة العقلية والذي يُعد من مفاهيم علم النفس الإيجابي، وقد فرض هذا المفهوم نفسه بقوة علي ساحة البحث العلمي، وتزايدت أبحاث اليقظة العقلية، كإحدى أشكال الممارسة التأملية والتي تسمح للأفراد بالتعايش مع مطالب الحياة وتحدياتها (علياء العسيري، 2020: 159).
وأيضاً دخلت اليقظة العقلية خلال العشرين سنة الماضية في جميع جوانب الحياة كالصحة العقلية والجسدية وضبط النفس والذكاء الإنفعالي وإستطاعت أن تحتل مكاناً في علم النفس حيث إستحوذت على إهتمام الباحثين والمعالجين وتم تسجيلها كمفهوم نفسي (نجلاء ناجواني، 2019، 221).
وتُعتبر اليقظة العقلية من المفاهيم الحديثة التي تم الإهتمام بها نظراً للدور التى تلعبه في مجالات متنوعة في الحياة، خاصة بعد أن ثبت أن السلوك اليقظ يدفع الشخص إلى الإستجابة للبيئة، وأيضاً تدفع الفرد إلى تعزيز وتنمية وتطوير الذات، وتحسين الثقة بالنفس، وتصل بالفرد إلى آفاق جديدة والإبتعاد عن الإستجابة التلقائية للأفكار والسلوكيات (نادية عبدالخالق، 2016، 203: 204).
وتساعد اليقظة العقلية الفرد في علاج الأمراض النفسية والجسمية حتى تصل به إلى حالة من السعادة النفسية والرضا عن الحياة، وتم تناول مفهوم اليقظة العقلية من زاويتين الأولى: باعتبارها مفهوم نفسي يرتبط بالتوجيه الإيجابي في علم النفس، والثانية: باعتبارها مفهوم نفسي يتم الإعتماد عليه في تداخلات علاجية عديدة؛ مثل خفض الضغوط النفسية، والعلاج المعرفي (هدى جمال، 2018: 885).
إن اليقظة العقلية هي المراقبة المستمرة للخبرات لأنها تركز علي الخبرات الحاضرة أكثر من الإنشغال بالخبرات الماضية أو ما سوف يحدث في المستقبل، وتستهدف أيضاً مواجهة الأحداث بالكامل كما في الواقع بدون إصدار أحكام، لذا يُنظر لليقظة العقلية علي أنها الشئ الأساسي الذي يتذكره الشخص ويتذكره كما هو، لأنه يكون واعياً لأفكاره وإنفعالاته وردود أفعاله كما تحدث فعلاً دون إطلاق الحكم عليها بأنها جيدة أو سيئة، صحيحة أو خاطئة (أحمد عبدالجواد، 2017: 92:91).