إن مفهوم التوافق من أكثر المفاهيم شيوعاً في علم النفس، حيث أن علم النفس يقوم بدراسة سلوك الإنسان وتوافقه مع البيئة، ولا يتوقف عند ذلك بل يمتد إلى كيفية الوصول إلى التوافق وطبيعة العمليات التي يتم بواسطتها التوافق أو عدم التوافق (سهير كامل، 1999: 29).
ومفهوم التوافق يشير إلى وجود علاقة منسجمة بين الفرد والبيئة التي تحيط به، وهي تتضمن القـدرة علـى إشـباع معظم حاجات الفرد البيولوجية والاجتماعية، والتـي يكـون الفـرد مطالباً بإشباعها، وبذلك يشتمل التوافق على كل التغيرات في سلوك الفرد والتـي تكـون ضرورية حتى يتم الإشباع في إطار تلك العلاقة المنسجمة مع البيئة (الشافعي، 2002: 11).
وتتضمن حياة الفرد توافقاً مستمراً، ما دام الفرد قادراً على القيام بهذا التوافق فهو يستطيع البقاء، أما إذا عجز فمصيره الهلاك، ومن هنا وجه علم النفس اهتمامه إلى البقاء السيكولوجي والاجتماعي للفرد أكثر من علم البيولوجي الذي وجه اهتمامه إلى البقاء الطبيعي البيولوجي (الحسني، 2016: 18).
ولذلك يفسر السلوك الإنساني بأنه عبارة عن مجموعة من التوافقات مع مطالب الحياة وضغوطها، وهذه المطالب تكون فـي مضمونها مطالب اجتماعية نفسية تظهر في صورة علاقات متبادلة بين الفرد والآخرين وتؤثر في التكوين السيكولوجي للفرد (الشافعي، 2002: 11).
يعد التوافق مهم للفرد باعتبار أن التوافق  أحد مظاهر التوافق النفسي ويتأثر به ويؤثر في تشكيله، والتوافق  يتضمن توافق الفرد مع العوامل البيئية المحيطة به في عمله وبكل التغيرات التي تحدث لهذه العوامل مع مرور الوقت، وتوافقه مع صاحب العمل ورئيسه ومتطلبات العمل والظروف الاقتصادية للعمل، وتوافق العمل مع ميوله وقدراته واستعداداته. ويُعتبر مجال العمل من أهم المجالات التي يجب أن يحقق الفرد التوافق فيها وذلك بسبب قضاء الفرد أكبر وقت من يومه في العمل، فاذا التحق الفرد بعمل ما وتقبله ورضى بالدخل واستقر به ونجح فيه وحصل على التوافق مع زملائه وإذا قابلت الفرد المشاكل يسعي إلى حلها في وقتها فهذا يشعره بالسعادة ويتحقق التوافق  (زهران، 2002: 433).