تعتبر التربية الاستبانة والمعيار الحقيقي الذي يقاس به تقدم الأمم ورقيها فهي الأداة المثلى التي تتوسلها المجتمعات في الارتقاء إلى قمة الحضارة ولذلك نجد المجتمعات تولي عناية بالتربية وخاصة العناصر الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، وعلى رأسها المعلم إذ النتائج كلها مرتبطة به ، وبمدى تأهيله وتدريبه ليتمكن من مواءمة الواقع والتكيف مع ما قد يصادفه معيقات والمشاكل سواء على المستوى الداخلي – داخل المؤسسة التعليمية، والمتمثل في العديد من المظاهر من قبيل العبء التدريسي، عدم القدرة على ضبط سلوك التلاميذ، فقدان السيطرة والتحكم في مجريات أمور المهنة( الاكتظاظ، الفروق الفردية، نقص الوسائل، التبريد، التدفئة .....) – أو المستوى الخارجي والمتمثل خاصة في انخفاض العائد المادي، النظرة الاجتماعية المتدنية لمهنة التعليم، بالإضافة إلى المشاكل المتعددة الأوجه ( أزمة السكن، النقل، تذبذب الأجور...)- الشيء الذي يتسبب في كثير من الأحيان في ضغط مهني الذي يؤدي بدوره إلى احتراق نفسي لدى المعلمين عموما و معلمي المرحلة الابتدائية خصوصا لما تتميز به هذه المرحلة عن غيرها من المراحل التعليمية، سواء من حيث الفئة التي تتعامل معها وما لها من خصوصيات في المعاملة، أو البرنامج والتي تمتاز بالتنوع والتداخل وحتى من حيث الحجم الساعي الذي يعتبره الكثير من المعلمين واحدا من أكثر المعيقات لسير عمل المعلم في أحسن الظروف ونتيجة لتراكم مثل هذه المشكلات أصبح العديد من المعلمين يعيشون حالة عدم استقرار نفسي خاصة إذا علمنا أن العديد منهم ليسوا مهيئين لمثل هذه المواقف و لا يملكون الطرق والأساليب المجدية التي تمكنهم من التعامل الفعال معها إما لمستواهم الأكاديمي والتعليمي المحدود- هناك الكثير من المعلمين من يحمل مستوى الثالثة ثانوي أو أقل – وإما لنقص خبرتهم المهنية، بالإضافة إلي أن بعض المعلمين لا يملكون سمات شخصية معينة، مثل الثبات الانفعالي والسيطرة والتنظيم الذاتي. وهم أكثر عرضة للضغوط مما يؤدي إلى ظهور الكثير من أعراض الاحتراق النفسي والذي يظهر في غالب الأحيان في الغيابات المتكررة، والسلبية في التعامل مع المحيطين، من إدارة وأولياء، وكذلك الإحساس بالملل والإحباط والتعب والإرهاق لأقل مجهود والرغبة في تغيير المهنة حتى وإن كانت أقل قيمة اجتماعية من مهنة التعليم.