يتمتع علم الرياضيات بجاذبيه خاصة وسحر اخاذ وبريق فهو مادة ايقاظ الفكر وبناء العقول، ان مادة الرياضيات هي مادة البناء في ابحاث الفضاء والفلك والاجهزة الالكترونية التي دخلت جميع مجالات الحياة وبالرغم من ان الرياضيات مادة مشوقة، تميل النفس الى دراستها والبحث فيها الا أنها في كثير من الاحيان تكون حجر عثرة امام الكثيرين منا. وذلك لعدم استيعابنا لأصولها ونظرياتها وقوانينها ومما لا شك فيه ان هذا العجز عن الفهم لم يكن عيبا في ذات المادة ولكنه نابع من ذاتنا،ونظرا لان مرحلة الطفولة المبكرة من المدخلات التنموية المهمة في تنميه الموارد البشرية مما ينعكس عليها تنمية البلاد وقد اثبتت الدراسات التربوية ان الاطفال الذين يلتحقون ببرامج التعليم ما قبل المدرسة، يطلعون الى الاستمرار في التعليم مما يؤدي الى نجاحهم وزيادة انتاجيتهم كبالغين مما يسهم في تقدم البلاد وازدهارها. (توفيق،2013) لأن الرياضيات تلعب دورًا كبيرًا في الدراسات العلمية والهوايات والرياضة. فهى تساعد العلماء في تصميم تجاربهم وتحليل بياناتهم، فيستخدمون الصيغ الرياضية لشرح الابتكارات والتنبؤ بما سيحدث، فهى وسيلة لتزويد العلوم الطبيعية بالتنظيم العقلي للظواهر، فهي جسم المعرفة الذي يخدم جميع العلوم الأخرى. (المشهداني؛ عباس، 2018) حيث أن من أهم سمات الرياضيات أنها ليست عمليات روتينية بل إنها تعميمات وأبنية محكمة ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض، وتشكل في النهاية بناءا متكاملا، والمفاهيم الرياضية لهذا البناء لأن القواعد والمهارات والتعميمات الرياضية تعتمد بشكل كبير على المفاهيم في تكوينها وفهمها واستيعابها. (Tunstall,2017) لذا إن توافر المفاهيم الرياضية والعلمية الأساسية في المناهج المقدمة فى رياض الأطفال تعتبر بمثابة الخيوط الأساسية في النسيج العام للمنهج، حيث يتعلم الأطفال المفاهيم من خلال تجارب متنوعة وشاملة، تثري المنهج، وينجذب لها الطفل، وتثير اهتماماته، كالخبرات المباشرة والتجارب العلمية وقصص تعليمية باشتراك الأطفال في عمليات التمثيل النشط والربط بين الأشياء والأحداث بشكل صحيح، توظيف العملية التعليمية لإثارة الفضول الطبيعي للأطفال للتعرف على البيئة التي يعيشون فيها. (أبو عاذرة، 2012) فالهدف من تدريس الرياضيات ليس فقط تطوير مهارة أداء العمليات الرياضيات وحل المسائل المجردة فقط التي لا تتعلق بالواقع كما كانت النظرة التقليدية، بل يهدف تدريس الرياضيات أيضًا إلى تزويد الأطفال بأساليب التفكير الصحيحة من أجل تنمية قدرتهم على حل المشكلات التي تواجههم في بيئتهم، في حاضرهم أو مستقبلهم. (عيسى،2016) وهناك توجه تنموى بنائى في اصلاح مناهج الطفولة المبكرة لاستبدال المناهج التقليدية القائمة على الموضوع بمنهج متكامل قائم اللعب والأنشطة ومنها الأنشطة الفنية.  Yang&Li.2019)) حيث يعد استخدام الفن ومجالات التعبير الفني واحدا من الوسائل الممتعة والفعالة في تدريس المفاهيم والمهارات الرياضية الاساسية للأطفال وخاصة قبل الخوض في تدريس مفاهيم أكاديمية معينة ويتضمن ذلك التعرف على الالوان واستخدام الانواع المختلفة منها كما يشمل استخدام المقص والصمغ واوراق القص واللصق واستخدام المعجون والصلصال وغيرها من الادوات التي تساهم في فهم العديد من المفاهيم الرياضية مثل الالوان/ التصنيف/ البحث عن أنماط/ التناظر/ التماثل وهكذا بأسلوب سهل محبب الى الأطفال.  (توفيق، ٢٠١4)