تُعد مرحلة الطفولة المُبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، فهي الفترة التي يُوضع فيها البذور الأولى للشخصية التي تتبلور وتظهر ملامحها في مستقبل حياة الطفل ، وهي مرحلة نمو القدرات وتفتح المواهب ورسم التوجهات المستقبلية ، ففيها يتم تحديد معظم أبعاد النمو الأساسية للشخصية الإنسانية .     كما أن فى مرحلة الطفولة المُبكرة يكون الطفل خامة إنسانية مطاوعة الإعداد سهلة التشكيل شديدة القابلية للتأثر والتأثير بعوامل البيئة الاجتماعية والطبيعية والمشيدة المختلفة المحيطة في الأسرة والروضة وغيرها من المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى ، بصورة تترك بصماتها الدامغة على الطفل طيلة حياته المستقبلية المقبلة ، الأمر الذى يبرز أهمية تربية طفل ماقبل المدرسة وتجعل من تربيته أمرًا يستحق الرعاية والعناية والاهتمام ، فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي اللبنات الأولى التي تضع الأساس المتين لمستقبل هذا الطفل في السنوات اللاحقة طوال الحياة ⁽¹⁾ .     وبالرغم من أن مؤسسات رياض الأطفال تأتي في المرتبة الثانية بعد الأسرة في تربية الأطفال من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية إلا أنه لايستطيع أحد أن يُنكر الدور التربوي والنفسي والاجتماعي المُهم والمؤثر الذي تقوم به تلك المؤسسات في تنشئة الأطفال ورعايتهم وتنميتهم .     ولأن التربية الوجدانية جزء مهم من التربية الشامله والمتكاملة لإرتباطها بالجانب العاطفي والشعوري عند الفرد والذى يُشكل سائر جوانب جوانب الشخصية الإنسانية  المُتكاملة بصورة إيجابية ، بما يُساعد في تكوين علاقات إنسانية إيجابية مع البشر والكون والحياة ؛ فإن الأمر يتطلب توجيه مزيد من الاهتمام بالتربية الوجدانية في كل مراحل تربية الفرد وبالأخص مرحلة الطفولة