تعتبر مرحلة رياض الأطفال مرحلة ذات طبيعة خاصة في عمليتي التعلم والاستيعاب للخبرات التعليمية والتعلمية، فالطفل في هذه المرحلة يكون في حالة تهيؤ ذاتي لاستقبال الخبرة، حيث كشفت الدراسات الحديثة أن الدماغ الإنساني في حالة دينامية نشطة، وأن خبرات التعلم المناسبة فى الطفولة تؤدى إلى تنشيط عمل الدماغ؛ لذا تعتبر مرحلة رياض الأطفال مرحلة مثلى للتعلم لتحقيق النمو مع مراعاة متطلباته التي تتنوع ما بين متطلبات النمو الاجتماعي، ومتطلبات النمو الانفعالي، ومتطلبات النمو العقلي، وتتفاعل هذه المتطلبات في إطارها الصحيح بتبلور الشخصية لدى أطفال الروضة. (محمد الامام، 2006: 12)* ويظهر للروضة دور كبير في تنمية المهارات الاجتماعية، وتعد مدخلاً فعالاً لحياة تسودها قيم النجاح والكفاءة، فضلاً عن كونها سبيلاً واقيًا من المشكلات البيئية والسلوكية، كما أن جوهرها تنمية قدرة الفرد على التوافق مع المتغيرات البيئية، وإقامة علاقات اجتماعية مستقرة، وبقدر ما يتوفر للطفل من عوامل المهارات الاجتماعية ومكوناته، بقدر ما يتمتع بالانبساط والاتزان الانفعالي، ويبتعد عن الانطواء، والتعصب، والعدوان، والكذب. (محمد رزق، 2007: 586) ولذلك أشار (أشرف أنور، 2002: 18) أن مراكز التعلم تعد من أنسب الاستراتيجيات التى تساعد الطفل على تعميق محتوى الدروس التي تعرضها المعلمة ومضمون المناهج الدراسية؛ ومن خلال التطبيق العلمي لأنشطة تعليمية داخل مراكز التعلم، والتى تنمى المهارات والخبرات لأنها تسمح لهم بالاكتشاف والتجريب والتعلم الذاتي.