تعد الاعاقة السمعية من أشد وأصعب الاعاقات الحسية التي تصيب الانسان, حيث يترتب علي فقدها فقد القدرة علي تعلم الكلام واللغة, وبالتالي فقد القدرة علي الاتصال والتواصل بالأخرين، مما يؤدي إلي خلل في التفاعلات الاجتماعية, وقصور في الشخصية للمعاق سمعيا, والتأثير علي جوانب النمو المختلفة بشكل عام. و تعتبر زراعة قوقعة الاذن الالكترونية أحدث وسائل التكنولوجيا للذين يعانوا من فقدان سمعي تام أو شبه تام في الاذنين ولا يستطيعون الاستفادة من المعينات السمعية الاعتيادية علي الرغم من تقدمها ,لذا سعي الكثير من الباحثين لاكتشاف وسيلة بديلة لحث العصب السمعي عن طريق قطب يزرع داخل الأذن يتم بواسطته استقبال الصوت ثم تحويله لتتم معالجته بحيث يسهل علي الأذن إدراكه (خولة احمد يحي,2001: 81). فهي نقلة علمية وطبية غير مسبوقة في  عالم الجراحة والتدخل الطبي لعلاج الاشخاص الذين لا يمكنهم الاستفادة من المعينات السمعية التقليدية , فغالباً ما تكون تلك المعينات ذات قدرة معدومة علي تحسين التقاط الكلام وفهمه بالنسبة لهؤلاء الاشخاص, ويرجع ذلك إلي عدم قدرة تلك المعينات السمعية علي تكبير الاصوات بالصورة المطلوبة نتيجة لتلف الخلايا الحسية المسئولة عن السمع أو عدم وجودها بقوقعة الاذن , لذا فإن الاصوات التي يتم تكبيرها عن طريق المعينات السمعية التقليدية لاتصل إلي مراكز الاحساس بالسمع في المخ وبالتالي فإن هؤلاء الاشخاص لا يستفيدون من هذه الاجهزة التقليدية في تحسين السمع (Cooper& Craddock,2006:23)  , ومن هنا يأتي دور جهاز القوقعة الالكترونية حيث يعمل علي تخطي الخلايا السمعية التالفة, أو المفقودة بقوقعة الاذن ومن ثم إثارة العصب السمعي مباشرة. وتري الباحثة أن زراعة القوقعة كأحدي تقنيات التدخل المبكر, والتي ساعدت الفرد علي الاندماج في العالم الصوتي والاجتماعي المحيط به مما ادى إلي خفض الاثار السلبية المترتبة علي الاعاقة السمعية, وانعكاسها علي جوانب النمو المختلفة, لذا كان هناك حاجة للتعرف علي الخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال زارعي قوقعة الاذن الالكترونية قبل زراعة القوقعة وبعدها حتي يتسنى التحقق من جدوى عملية زراعة القوقعة, وهو ما يهدف إلية البحث الحالي في إعطاء فكرة عن هذه الخصائص.