يعيش العالم اليوم ونحن في بداية العقد الثالث من الألفية الثالثة ، عصر التطورات العلمية والتكنولوجية في كافة المجالات، وهذه التغيرات العصرية وغيرها جعلت العملية التعليمية أمام تحديات هائلة ومشاكل كثيرة، لذلك أصبح من الضروري إعادة النظر في المنظومة التعليمية والبحث عن أساليب تكنولوجية حديثة لمواجهة هذه التغيرات والتكيف السريع معها بما يتوافق مع هذه التغيرات العصرية من أجل خدمة العملية التعليمية في جميع مراحلها، لضمان تحقيق تقدم ملحوظ نحو نظام تعليمي يسير وفق خطوط التقدم المتلاحق مقارنة بباقي الدول المتطورة.
          وتشير (سمية ظفر ، 2001 : 11) بأن نجاح النظام التعليمي يعتمد على نجاح كافة مراحلة، وأولى هذه المراحل وأكثرها أهمية مرحلة الروضة، لأنها مرحلة جوهرية تتكون فيها بذور الشخصية المستقبلية ، ومرحلة تأسيسية تعتمد عليها المراحل التعليمية الأخرى ، لذا فإنه من الضروري التبكير بتعليم الأطفال في سنواتهم الست الأولى حيث أنها مرحلة نمو عقلي وإدراكي تسير بخطوات متسارعة.
          ولقد تم التوصل من خلال أبحاث الطفولة (ماجدة صالح، إملي ميخائيل ، 2001 : 11) إلى ضرورة مساعدة الأطفال على تنمية المفاهيم الاجتماعية وتطبيق قيم المجتمع في علاقتهم مع الآخرين ، حيث تتحدد في هذه المرحلة معالم السلوك الاجتماعي للطفل من خلال التفاعل مع المحيطين به وخاصة الوالدين والأخوة. وتدل نتائج عدد كبير من البحوث أن نموذج العلاقة القائمة بين الطفل وأبويه هو انعكاس إلى حد كبير لعلاقة الطفل مع الآخرين.

يعرفها (ابراهيم سعيد ، 2000 : 239) بأن المفاهيم الاجتماعية هي تجريد عقلي لخصائص مشتركة بين المواقف والظواهر الاجتماعية والأشياء والحوادث أو العمليات التي يمكن جمعها على أساس صفة مشتركة أو أكثر والتي يمكن أن يشار إليها بإسم أو رمز معين.