يُعد اضطراب التوحد نوعاً من الاضطرابات النمائية التى تتضمن مجموعة من الاضطرابات الوظيفية التي تؤثر على سلوك الطفل الاجتماعى، ومهارات التواصل، والمهارات المعرفية، بالإضافة إلى أنماط سلوكية وتكرارية. كما أن التدخل التربوي للأطفال ذوي اضطراب التوحد لا يهدف إلى تعليم المهارات الأكاديمية فقط، بل يهدف أيضاً إلى إلى تنمية التواصل، وتحسين المهارات الإجتماعية، والحد من السلوكيات المضطربة، واكساب الطفل بعض مهارات الإدراك، وكذلك تعميم المهارات التي تعلمها وذلك بتطبيقها في مواضع جديدة  (حازم آل اسماعيل، 2011، ص 27). وتعني كلمة جشطلت الصيغة او الشكل وترجع هذه التسمية الى أن دراسة هذه المدرسة للمدركات الحسية بينت أن الحقيقة الرئيسة في المدرك الحسي ليست العناصر او الأجزاء التي يتكون منها المدرك وإنما الشكل او البناء ككل. ويشير (صالح أبو جادو، 2009، ص 199) أنه يمكن الاستفادة من نظرية الجشطلت القائلة بأن الكل يجب أن يسبق مجموع أجزائه في العملية التعليمية. إذ يحسن البدء بتوضيح النظرة العامة لموضوع معين في جملته، وبعد ذلك ننتقل إلى عرض أجزائه واحداً بعد الأخر، لأن ذلك يساعد على فهم الوحدة الكلية للموضوع. كما يفضل اتباع الطريقة الكلية بدلاً من الطريقة الجزئية في تعليم الأطفال القراءة. أي البدأ بالكلمات ثم الحروف. فمن الواضح أن الكلمات التي يبدأ بها الطفل تكون ذات معنى وذات أهمية في نظر الطفل. أما الحروف المجردة فيصعب على الطفل إدراك مدلولاتها. وتتميز الطريقة الكلية (الجشطلت) أنها تتناسب مع سمات وخصائص الأطفال ذوي اضطراب التوحد، حيث يشير (Cannon, N; 2006) أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يتعلمون ويفكرون بأسلوب المعالجة الجشطلتية، وهو أسلوب معالجة تُحفظ وتُستخرج فيه الكتل والمقادير غير المحللة من المعلومات السمعية أو البصرية، فطفل التوحد يتعلم وحدات اللغة برمتها ككل أكثر من تفككها إلى وحدات أصغر. ويمكن الاستفادة العملية من نظرية الجشطلت التي يمكن أن تمارس في الميدان التربوي مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد، وذلك إما عن طريق الاستفادة من مبادئ النظرية، أو بالاستنباط منها، في تعليم الأطفال ذوي اضطراب التوحد بالطرق التي تتناسب مع خصائصهم، بهدف إنماء شخصياتهم بصورة متوازنة ومتكاملة.