تعد مرحلة رياض الأطفال هي المكان المناسب لاستمتاع الطفل بممارسة الألعاب التي تحتاج منه تنمية تفكيره، وتعتمد على تصنيف الأشياء، وبناء الأشكال، والمجسمات، وقياس الكميات، وتعليم الرياضيات في مرحلة الطفولة المبكرة ليس فترة لإقحام الأطفال في تعلم العمليات الحسابية التي لم يحن موعد تعلمها بعد؛ بل هي الفترة المناسبة التي يتعلم فيها المفاهيم الرياضية والهندسية عن طريق اللعب والتحدي والاكتشاف عن طريق البيئة المحيطة به.                 (قاسم صالح، 2010: 14)   ويجمع المختصون والمهتمون بعالم الطفولة على أهمية البحث عن أساليب تطوير تفكير الطفل الإبداعي، ففي السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الأبحاث والدراسات القائمة على الألعاب، والتي ترتكز في مجملها على تنمية حس الابتكار والتفكير الإبداعي لدى الطفل، ومن أهم الألعاب التي أوصت بها هذه الأبحاث، والتي تحرص الكثير من الأسر على شرائها، هي ألعاب الألغاز , الألعاب التركيبية كالمكعبات، وغيرها.                 (محمد الحيلة، 2005).   تعد الألغاز التعليمية من الألعاب التى تستخدم فى إستغلال الطاقة الذهنية والحركية للطفل فى آن واحد, وهى من الأنشطة التى يمارسها الطفل فتستهويه ,ومن ثم تثير تفكيره وتوسع خياله , وهى مدخل أساسي لنمو الطفل من جميع الجوانب , وعامل رئيسي فى تعليمه . ( محمد محمود الحيلة ,2007 : 19).   فالألغاز مكون من مكونات التعليم الناجح , حيث أنها تساهم فى تطوير العديد من المهارات فى وقت واحد ,فالطفل يتعلم ويشعر بالتسلية والترفيه فى آن واحد , كما أنها تنمى التفكير والقدرة على حل المشكلات والتحليل والتسلسل إلى جانب تنمية التآزر البصرى والإدراك المكانى.   والألغاز تساهم فى تنمية القدرات العقلية للطفل ,وتؤدى إلى زيادة الدافعية للتعلم ممايساهم فى تطور المجتمع والنهوض به.( Isabel Martinez, 2011)     ومن هنا يهتم العاملون اليوم في مجال الطفولة المبكرة بتنمية مفاهيم الأطفال الرياضية، حيث إن الأطفال الصغار بفضولهم الطبيعي مهتمين باستكشاف العالم من حولهم وفهمه، ولذلك تعتبر الطفولة المبكرة من الفترات الحساسة التي يجب ألا يهدرها التربويون، وأن يحاولوا استغلالها الاستغلال الأمثل لبناء عقلية يقظة قادرة على الملاحظة، والبحث، والربط بين ما تراه من عناصر.           (عزة خليل،2009: 4)