يعيش العالم ثورة تكنولوجية كبيرة جعلت منه قرية صغيرة ، وما زالت الثورة الرقمية مستمرة علي اشدها وتختلف من بلد الي أخر مما ادي الى وجود قفزات  رقمية فى عالم التكنولوجيا احدثت اثار بالغة فى كافة جوانب الحياة علي المستوى العالمي ،وكان لهذه التغييرات الكبيرة تأثيرات ايجابية وأخرى سلبية علي حماية حقوق الملكية الفكرية ، جعلت هذه الثورة الرقمية من السهل علي المؤلفين نشر مصنفاتهم بصورة كبيرة علي المستوى الوطنى والاقليمى والدولى ،ووفرت عليهم كثيرا من حيث التكلفة المادية . ان التطور التكنولوجي السريع في هذا العالم الافتراضي سلاح ذو حدين ،فبضغطه زر واحد يستطيع المؤلف ان ينشر مصنفاته علي نطاق واسع فيقرأ فكرة وأدبه ملايين المتابعين ، وبهذا الزر ايضا يمكن سلب وانتهاك حقوقه الادبية والمادية وهذا هو الجانب السلبي الذي يمكن من خلاله انتهاك  حقوق الملكية الفكرية عبر المنصات الرقمية .          تضاعفت الحاجة الان الي حماية الملكية الفكرية علي المستوى الوطنى والدولى ، فإذا كان يمكن السيطرة والحد من الاعتداء فى الواقع المادى إلا انه فى العالم الافتراضي يكون المعتدين بمنآي عن تطبيق التشريعات التقليدية، لاعتمادهم علي وسائل ومعدات تقنية غاية فى الصعوبة والتعقيد  ، وتقف طرق الحماية العادية عاجزة عن حماية اصحاب الحقوق علي المنصات الرقمية ،  ومن ثم كان لابد من تطوير الحماية القانونية لحقوق المؤلف فى البيئة الرقمية .         وتجدر الاشارة الي ان حماية حقوق المؤلفين علي مصنفاتهم الادبية والعلمية والفنية الرقمية هي حماية حديثة ،تمثلت في وضع التشريعات الداخلية اللازمة لتوفير الحماية بما يتلاءم مع التطور الحاصل في وسائل نشر المصنفات الأدبية والفنية المختلفة بالشكل الذي يحقق مصلحة المؤلف من خلال الاعتراف له بحقوقه المالية والأدبية على المصنف  وإسباغ الحماية القانونية عليه بما يوفر له المناخ المناسب  للإبداع وإنهاء أي مخاوف من التعدي على تلك الأعمال الأدبية والفنية كاستنساخها من غير تصريح أو تقليدها أو غير ذلك من صور التعدي.