اسهمت التطورات التكنولوجية التي أحدثها الإنسان، وفي ظل التطور التقني الذي نعيشه الآن وانتشار إستخدام شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في ان يصبح العالم قرية صغيرة ، الأمر الذي أثر بطبيعة الحال على إستخدام وإستغلال عناصر الملكية الفكرية جميعها عبر الإنترنت ، وسوف تقتصر الدراسة في تلك الورقة البحثية في بحث مخاطر الإعتداء على الملكية الفكرية في العالم الرقمي ، على المصنفات الرقمية فقط دون غيرها من عناصر الملكية الفكرية الرقمية او عناصر الملكية الفكرية المتاح تداولها عبر الانترنت.
وهنا تجدر الإشارة الى انه في العصر التكنولوجي الحديث والمتطور الذي نعيشه الآن والذي يطلق عليه بالعصر الرقمي، نرى تصاعد أهمية العديد من المواقع والمنصات الرقمية لعرض وتشغيل المحتويات الصوتية أو المرئية أو الصوتية المرئية على الإنترنت ، ذلك ان مالكي او مستغلي تلك المصنفات أصبحوا يحققون دخلاً كبيراً عن طريق المشاهدات والتفاعلات التي تتم على مصنفاتهم المعروضة أو عن طريق الإعلانات التي تعرض على تلك المصنفات.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ان مواقع التواصل الإجتماعي التي كانت سابقاً تستخدم فقط لتعارف مستخدمي تلك المواقع على بعضهم دخلت سباق تحقيق الأرباح أيضاً، وقد أصبح مالكي ومستغلي الصفحات وما تحويها وتتضمنها من المحتويات الصوتية أو المرئية أو الصوتية المرئية يحققون أرباحاً من المشاهدات أو الإعلانات التي تعرض على محتوياتهم التي يعرضونها ، بل إن مالكي ومستغلي الصفحات والمصنفات قد طوروا تحقيق الدخل في مواقع التواصل الإجتماعي عن منصات عرض المحتويات الصوتية والمرئية على الإنترنت.
وإذ أن كثيراً ما نسمع هذه الأيام عن نزاعات تظهر فجأة بين شخصين أو أكثر يدعي كلاً منهما ملكيته لمحتوى رقمي ما يعرض على أحد منصات عرض المحتويات الرقمية أو حتى على احد مواقع التواصل الإجتماعي ، او ان نجد نزاعاً من نوع أخر ناتج عن إدعاء أحد الأشخاص بأن اخراً قام بسرقة قناته على منصة عرض المحتويات الرقمية أو صفحته على أحد مواقع التواصل الإجتماعي ، وهو الأمر الذي نجد معه ان إستمرار النزاع قائماً دون التوصل الى فضه بأحد الطرق المنهية للنزاعات قد يترتب عليه إستمرار شخص ما بتحقيق دخل لا يستحقه لملكيته لشخص اخروتكبد صاحب الحق لخسائر كبيرة.