إتسعت الدولة الإسلامية فى عصرالدولة الفاطمية إذ إمتدت حدودها من بلاد المغرب حتى مصر، ثم توسعت لتشمل جزيرة صقلية شمالا وبلاد الحجاز شرقا واليمن جنوبا ولقد خاضت جيوشها حروبا كبيرة من أجل نشر مذهبها الشيعي الإسماعيلى، وبالتالي كانت الدولة الفاطمية تعي تماما أهمية الثروة البشرية فى هذه التوسعات ولابد من الحفاظ عليها ، ولذا جاءت هذه الدراسة بعنوان " وسائل تحقيق الأمن الصحي فى مصر خلال العصرالفاطمي" خلال الفترة الممتدة من عام 358- 567 هـ/ 1171م لتسلط الضوء على أهم الإجراءات الصحية التي إتخذتها الدولة للحفاظ على صحة الرعية، ومواجهة الأمراض والأوبئة، وما اشتملت عليه هذه الوسائل من إجراءات علاجية من الإهتمام بالطب والأطباء وترجمة الكتب الطبية والاهتمام بالبيمارستان وتخصيص أماكن للمرضى خصوصا أصحاب الأمراض النفسية والمعدية، وحمامات الاستشفاء لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى بالدولة الفاطمية، كما تتناول الدراسة أيضا تتناول أهم الإجراءات الوقائية التي إتخذتها الدولة لمنع الإصابات بالأمراض والحد من انتشارالأوبئة، ومنها الإهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البيوت والطرقات، وزراعة الأشجار لتنقية الهواء، وتحسين الحالة النفسية للمرضى، واللجوء إلى العزل أو المناطق الصحراوية والجبال فى حالة تفشي الأمراض أو الأوبئة، وكذلك الإهتمام بصحة الجنود وذوى، الاحتياجات الخاصة والسجناء مع الإهتمام بصحة الحيوانات وإلى أى مدى راعت الدولة الفاطمية حقوق الرعية وتوفيرالخدمات الصحية لهم، وبالتالي هدف الدراسة تقييم مدى إهتمام الدولة الفاطمية بالناحية الصحية، وأهم الإجراءات التى إتخذتها لتحقيق ذلك، وإلى أى مدى استفادت منها الرعية .