يدور البحث حول دراسة الطراز الفني في تصوير نماذج من الهجادوت وما تحمله تلك التصاوير من أهمية ثقافية ودينية وفنية، على الرغم من اعتبارها كتب تعليمية للصلوات والقراءة التي تقال أثناء الوجبة، وترتبط بعيد الفصح عند اليهود. إلى أنها في العصور الوسطى تحولت إلى أعمال فنية خاصة عند إضافة التصاوير إليها بل و تنافس رعاة ذلك النوع من المخطوطات في تنفيذها والإنفاق عليها ببذخ لتصل إلى الجودة وجمال أخاذ، وينتقي البحث مخطوطتين في العصور الوسطى، يحملان أهمية فنية كبيرة وهما هجادية الكتاب الذهبي (الهجادية الذهبية) المصنوعة بكتالونيا إسبانيا في القرن ال14 م، وهجادية الكتاب المقدس الصليبي المصنوعة بفرنسا في القرن 13م والتي انتقلت ملكيتها للعديد من المالكين المختلفين في الشرق والغرب، ويسرد البحث العلاقات السياسية بين فرنسا وإسبانيا، والأوضاع السياسية والثقافية وتأثيرها على أعمال الفنون في كليهما وخاصة فن المخطوط، كذلك الأوضاع بالنسبة لورش العمل الفنية، والتأثيرات التي أثرت على تصوير فن المخطوطات بشكل عام والهجادية بشكل خاص. كذلك يتناول البحث موضوع الخامات والأدوات المستخدمة. والمقارنة بين الكتابان من حيث تاريخهم وتصميمهم والأعمال الفنية المصورة بداخلهما، ويظهر من خلال الدراسة والمقارنة العوامل المشتركة بينهما في العديد من المظاهر الفنية من حيث تأثرهما بالفن القوطي والفن الشمالي الفرنسي، كذلك دخول بعض العناصر والوحدات الإسلامية في بعض الأحيان، استخدام أكثر الألوان ندرة وقوة وزهواً، والواقعية في نقل العناصر و المشاهد الحياتية لأنبياء العهد القديم، ويستعرض البحث أنواع الخطوط بداخلهما و مصادر النصوص الداخلية التي أعتمد عليها الفنان لتسجيل المشاهد المصورة في كتاب الهجادوت، وينتهى البحث بالنتائج التي توصل لها الباحث والتي تؤكد على التأثر الفني المباشر بين فرنسا وإسبانيا في أعمال الهجادوت.