شكلت النظم والمراسم السلطانية أهمية كبيرة في تاريخ العديد من الدول على مر العصور وذلك لكونها تمثل كل الأشكال المادية والرموز والعادات والأعراف التي تعبر عن السلطة الحاكمة، وكانت النظم والمراسم الخاصة بالبلاط بالرغم من اختلاف لغاتها وحركاتها بين العديد من الدول تعد بمثابة مسرحاً سياسيًا يؤكد السلطان من خلالها علي مركزيته وقدرته السياسية، وكلما نجح السلطان في المحافظة على هذه الطقوس كلما زاد ذلك من هيبته بين الرعية، والحقيقة أن أهم ما يميز البلاط في إقليم الدكن بصفة عامة وفي عصر الدولة البهمنية خاصة هي كثرة المراسم والمواكب الفخمة سواء الرسمية أو غير الرسمية التي اعتبرها السلطان البهمني بمثابة مناسبات يؤكد فيها سلطته اللامتناهية أو الشبه إلهية إن جاز التعبير، وبرع كثيرًا في المحافظة علي هذه الطقوس وهو ما ساعده علي التأثير في النخب السياسية والدينية وكسب ولائهم له طوال عصر الدولة البهمنية، وعليه تستهدف الدراسة النظم والمراسم الخاصة بالبلاط في إقليم الدكن في الهند في عهد الدولة البهمنية (748–934هـ/1347–1528م( وتنقسم إلى عدة محاور وهي لمحة تاريخية عن الدولة البهمنية ثم التعرف علي الأماكن التي تنظم بها هذه المراسم سواء القصر السلطاني أو قاعة الجمهور العامة ثم تنقسم الدراسة إلى قسمين الاول عن النظم والمراسم الخاصة بالشؤون السياسية وهي: الوضع السياسي للسلطان، وشارات السيادة، وألقاب السلطان وآداب مخاطبته فضلاً عن مراسم التنصيب،وغيرها، ثم التعرف على نظم وآداب العمل في البلاط البهمني وآداب ومراسم اجتماع البلاط، أما القسم الثاني خاص بالنظم والمراسم الخاصة بالشؤون الاجتماعية وهي مراسم الزواج والزفاف، مراسم المآتم والعزاء، ومجالس الموسيقي والغناء، ومواكب الصيد ومواكب الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية، مع عرض لأهم نتائج الدراسة والملاحق.