في أثناء استجواب المتهمين فى قضية ما قضائيًا، يكون المتهم تحت ضغط نفسي وعبء ذهنىcognitive load، وعلى الرغم من أنه يحاول أن يخفي حقيقة حالته النفسية عند تعرضه لأسئلة قد تضطره إلى الاعتراف بجريمة ارتكبها أو اتُهم بارتكابها، أو حتى شاهدها، فتُعد دليلاً جيدًا ومصدرًا مهمًّا لمعلومات عن المتهم من خلال التغير فى صوته.
من هذا المنطلق نقول إن لتوصيف نوعية الأصوات أهمية كبيرة فى مجالات جديدة، منها الصوتيات الجنائية، ذلك المجال الذي غايته التعرف إلى صوت المتكلم سمعياً وتقنياً. ويفيد ذلك التوصيف كذلك في كشف الكذب والتضليل عندما يُقلد شخص صوت آخر، وفي اكتشاف صوت الشخص المشكوك فيه من خلال صفات ذلك الصوت فى المكالمات الهاتفية؛ إذ إنها تتأثر بفلاتر الهاتف التى يمر الكلام من خلالها، فتغير صفات بعص أصوات الكلام وصوت المتكلم. وفى المجال الجنائى تفيد دراسة نوعية الصوت فى التحقيقات الشرطية للتعرف إلى صوت المشتبه به، وتساعد فى تضييق دائرة البحث عن المتهم، كما تفيد في تحديد متهم بعينه Speaker Identification ، من خلال صوته - كما يحدث فى عملية التعرف على شخص عن طريق شاهد من شهود العيان.
هدف هذه الدراسة إذن التحقق من السمات الصوتية للمتهم أو الضحية أو الشاهد، في حالة التوتر أو البكاء أو التعبير عن الغضب بصوت المضغوط stressed voice ومقارنته بصوت الشخص نفسه في حالته الطبيعية التي لا يكون فيها واقعًا تحت ضغط unstressed voice دراسة تجريبية تحليلية، وتحاول الدراسة أن توضح كيف أن تغير نوعية صوت الشخص يمكن أن يمدنا بمعلومات عن المتكلم أثناء انفعاله – وإلى حدٍ ما عن قصده.