يهدف البحث إلى تسليط الضوء على الاغتيالات المعنوية خلال عصر السيطرة السلجوقية على الخلافة العباسية (429-590ه/ 1037-1193م)، حيث ظهر السلاجقة كقوة عسكرية كبيرة تدافع عن الإسلام والمسلمين، فحلوا محل الغزنويين في خراسان والمشرق الإسلامي، فعملوا بجهودهم وجهادهم على التصدي للمد الشيعي ومد الإسلام بدماء جديدة ساعدته على الصمود والانتصار والانتشار، وتصدوا للدولة البيزنطية المعادية للإسلام، وأنقذوا الخلافة من الانهيار، ونجحوا إلى حد كبير في توحيد المشرق الإسلامي مرة أخرى، وأقاموا إمبراطورية عظيمة امتدت من الصين إلى البحر المتوسط، وقد استخدم السلاجقة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أهدافهم، فكانت الاغتيالات المعنوية على قمة هذه الوسائل التي استخدمتها الدولة السلجوقية ولا سيما مع الخلافة العباسية، وذلك لمكانتها لدى المسلمين ولصعوبة عزل الخليفة أو اغتياله جسدياً أو مادياً، ومن أجل ذلك بسطوا سلطتهم وسلطانهم على الخلافة العباسية والخليفة العباسي نفسه، مستخدمين في ذلك الاغتيالات المعنوية، وقد نجحت هذه الوسيلة إلى حد كبير في تحقيق أهدافهم، حتي استخدمها الوزراء السلاجقة ضد بعضهم البعض من أجل السلطة والسيطرة.