تهدف الدراسة الراهنة إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: التعرف إلى مستوى الوعي البيئي عند المزارعين المصريين، وكيفية تعزيز هذا الوعي، وتسليط الضوء على الاستجابة المجتمعية للمشكلات المناخية، ومدى المرونة في معالجة الأخطار البيئية، والكشف عن إسهامات الدولة في تعزيز حرية الأفراد وتوسيع نطاق مشاركتهم في المجتمع من أجل الحد من مخاطر التغيرات المناخية.
واعتمدت الدراسة على مداخل نظرية عدة ، منها مفهوم الوعي الاجتماعي عند كارل ماركس، ومدخل أولريش بيك عن مجتمع المخاطر العالمي، ومدخل المرونة الاجتماعية كآلية لمواجهة المخاطر في المجتمع الحديث، وتصور آمارتيا صن حرية التنمية. وتنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية، واعتمدت على طريقة المسح الاجتماعي بالعينة، وعلى أداتي الاستبيان ودليل المقابلة لجمع البيانات من المبحوثين، وعلى بعض البيانات الجاهزة- الكمية والكيفية- المرتبطة بموضوع الدراسة، وأجريت الدراسة الميدانية على العاملين بالقطاع الزراعي في قرية نظارة الإنشا بمركز الرحمانية في محافظة البحيرة. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة ،منها: أن المزارعين المصريين يدركون ظاهرة التغيرات المناخية وآثارها السلبية عليهم وعلى أراضيهم الزراعية، ويؤكدون أن أهم أسباب هذه الظاهرة هى الأنشطة البشرية، وأنهم يحاولون التكيف مع هذه الظاهرة من خلال تدوير بعض المخلفات الزراعية والمنزلية. كما تحاول الحكومة المصرية التكيف مع أخطار هذه الظاهرة من خلال وضع استراتيجية وطنية واضحة للحد من آثارها الضارة. وقدمت الدراسة بعض التوصيات المهمة، منها: ضرورة نشر الوعي البيئي بأخطار التغيرات المناخية على المستويات كلها ، وبين المواطنين كلهم، من خلال المدارس والجامعات ووسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وضرورة إتاحة الفرصة للمزارعين للتعبير عن مشكلاتهم وقضاياهم وكيفية حلها على أرض الواقع، واستجابة الحكومة لهذه الحلول.