لم تقتصر آثار ثورة 23 يوليو 1952م على مصر فحسب، بل امتد تأثيرها إلى كل المنطقة العربية؛ حيث اندلعت في أعقابها ثورة الجزائر، ثم ثورات متعددة في العراق، وثورة اليمن، وتغيرات مختلفة في أنظمة الحكم في معظم الدول العربية الأخرى، حيث امتدت تجربة الثالث والعشرين من يوليو من فضاء مصر إلى ربوع الوطن العربي، وشكلت بمجمل مبادئها مركزًا محفزًا وداعمًا لقضية التحرر الوطني في كثير من البلدان العربية وغيرها، وقد كانت العراق واحدة من تلك البلدان التي تأثرت بثورة 23 يوليو 1952م والفكر الناصري على فترات متتالية، وساندتها مصر في جميع حركات التمرد على الظلم التي قامت بها، ربما كان موقف الجمهورية العربية المتحدة من ثورة الشواف، أو ثورة الموصل، أو تمرد الشواف، أو حركة عبد الوهاب الشواف في الموصل في مارس / آذار 1959م - من أهم مواقف المساندة، ورغم ندرة الوثائق العربية التي تحدثت عن موقف الجمهورية العربية من هذه الحركة أو الثورة، فإن وثائق الأرشيف الأسترالي التي تحمل عنوان (United Arab Republic - Relations with Foreign Countries – Iraq) والوثائق البريطانية رصدته بشكل لا بأس به كما سيتضح في هذه الورقة البحثية.