تشير البهيمية إلى علاقة جنسية بين البشر والحيوانات، ذلك الفعل الذى اكتشفت رسومات ونقوش تشير إليه فى بعض كهوف فرنسا، وفى كهوف "ڤالكومونيكا" "Valcomonica" بشمال إيطاليا حيث عثر على مشهد يُصوِر رجل بهيئة كاملة موجهًا عضو الذكورة نحو مؤخرة حِمار. والبهيمية من الموضوعات التى تعكس انحراف السلوك الإنسانى فى المجتمعات الحديثة والمعاصرة، وطبيعته فيما قبل التأريخ، وهو الوقت الذى لم يكن للمعايير الأخلاقية مكانًا فيه بل كان الدافع الفطرى هو المحرك، فهو دافع عام ومشترك بين الأفراد مثل دافع الجوع أو الجنس. كما لم يكن الفن للفن، بل كان فى خدمة ميول الإنسان التى كانت تمثل بنسبة كبيرة مقاصد سحرية.
وتهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على ظاهرة البهيمية بالرسوم الصخرية فى المغرب القديم بفترتى التيتل، والرؤوس المستديرة، والبحث فى جانب من التاريخ النفسى للإنسانية، من خلال عرض وتحليل الآراء حول الأسباب التى دفعت إنسان ما قبل التأريخ إلى اللجوء إلى تصويرها، هل لأسباب تتعلق بطقوس الصيد؛ بهدف السيطرة علي الحيوانات التي لا يستطيع الإمساك بها، أو ربما طقوس البلوغ ، أم كانت بالفعل شعيرة خلال احتفال دينى، أم أنها غريزة شهوانية لإبراز الرجولة والفحولة والسيطرة من خلال ممارسة البهيمية ، التى تسللت إلى بعض المجتمعات المعاصرة، بالرغم من شذوذ ذلك الفعل ولاإنسانيته. فبه يخالف المرء فطرة الله التى فطره عليها، ويتجرد من مشاعره؛ ليستغل تَجَرُد الحيوان من الإرادة ليقوم بذلك الفعل المُشين والمُهين بحيوانية ولا إنسانية. فضلًا عن الإجابة على السؤال هل يمكن أن توضع تلك الظاهرة فى تلك الفترة من تاريخ البشرية ضمن إطار أخلاقى أم لا؟