الفساد هو آفة اجتماعية عامة، ظهرت عبر العصور التاريخية المختلفة، تعددت مظاهرها فلم يترك الفساد حقلا إلا ونال نصيبا منه، وذلك إما لضعف الوازع الديني أو انتشار التقليد الأعمى للسلوكيات؛ ولا تزال الحضارات والأمم تتصدى لتلك الآفة، وتعمل على الحد من انتشارها بشتى السبل والوسائل باعتبارها من أخطر الظواهر التي تهدد بٌنية المجتمعات سواء السياسية أو الحضارية، كما أنها تعد من أبرز أسباب انهيار الحضارات والدول واندثارها، وتهدف تلك الدراسة إلى إسقاط الضوء على نمط من أنماط الفساد الذي عانت منه المجتمعات الإسلامية عبر العصور التاريخية المختلفة ألا وهو الفساد الاجتماعي، وتسليط الضوء على الآثار الاجتماعية للتسلط السلجوقي على العراق.
وقد قامت الدراسة على خمسة مباحث أساسية، المبحث الأول تناول الحديث عن المعنى اللغوي والاصطلاحي للفساد موضحة الهدف والمقصد من الفساد الاجتماعي، أما المبحث الثاني تناول طبقات المجتمع في العراق خلال العصر السلجوقي، وتناول المبحث الثالت دراسة التحيز الطبقي وأثره في فساد المجتمع خلال تلك الفترة، أما المبحث الرابع فتناول انتشار الأمراض الاجتماعية بين طبقات المجتمع، وتناول المبحث الخامس دراسة الفتن الدينية والمذهبية وأثرها في فساد المجتمع في العراق خلال العصر السلجوقي، ثم خاتمة تضمنت أبرز النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة.