تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أهم الوظائف الدينية المعاونة داخل المؤسسات الدينية كالمساجد وخانقاوات الصوفية وغيرها في مصر خلال عصر المماليك، وتحديد أدوار أرباب هذه الوظائف الدينية، والمهام اليومية المنوطة بهم، وشروط تعيينهم طبقًا لشروط الواقفين، كما تتناول مرتبات أرباب هذه الوظائف النقدية والعينية، ومحاولة تقديم صورة متكاملة للحياة اليومية داخل تلك المنشآت من خلال سير العمل بها، ونشاط أرباب تلك الوظائف مما أدى إلى استقرار تلك المنشآت، واستمرارها في أداء خدماتها الدينية والثقافية والعلمية للمترددين عليها من المصلين وطلاب العلم وكافة الوافدين عليها في مختلف الأوقات. وتعتمد الدراسة على وثائق الأوقاف غير المنشورة بدار الوثائق القومية، وهي ضمن حجج الأمراء والسلاطين، والتي حاولنا قراءتها، ومن ثم تسليط الضوء على تلك الوظائف الدينية المعاونة والصغيرة داخل تلك المنشآت، حيث ازدهر نظام الأوقاف في عصر المماليك؛ فكل من كان لديه أرض أو عقار أو أموال ثابتة أو منقولة إبان تلك الفترة كان يتطلع لوقفه إما وقفًا أهليًّا أو خيريًّا؛ لأن ظروف وطبيعة العصر كانت تحتم عليه ذلك.