سعى الأباطرة الكارولنجيون منذ تحالفهم مع البابوية في منتصف القرن الثامن الميلادي إلى السيطرة على الدولة البابوية في روما. وقد فعلوا ذلك من خلال المساهمة في الانتخابات البابوية والإشراف عليها. وقد أصدروا العديد من المراسيم الإمبراطورية للسيطرة على الانتخابات البابوية، ومن أبرزها: مجمع روما عام 469م، ميثاق لويس عام 817م، الدستور الروماني عام 824م. وكان الهدف من هذه المراسيم هو ضمان انتخاب البابوات الذين يفضلهم الأباطرة الكارولنجيون، ومنع انتخاب البابوات الذين قد يكونون غير موالين للإمبراطورية.
الدستور الروماني هو ميثاق صدر بالاتفاق بين الإمبراطور لويس والبابا أوجينيوس الثاني في عام 824م. كان الهدف من هذا الميثاق هو السيطرة على الدولة البابوية وإخضاعها للإمبراطورية الكارولنجية. وقد نص الميثاق على ما يلي: الإشراف على الانتخابات البابوية من قبل الإمبراطور الكارولنجي. وتأسيس سلطة مشتركة في روما بين الإمبراطور والكاهن الأكبر. وكان هذا الميثاق بمثابة خطوة مهمة في اتجاه السيطرة الإمبراطورية على الدولة البابوية.
سعى الباباوات والنبلاء الرومان خلال القرن التاسع الميلادي للتحرر من سيطرة الإمبراطورية الكارولنجية والقيود المفروضة عليهم بموجب الدستور الروماني. وقد ساهمت العديد من الأسباب في هذا التحرر، من أبرزها: الخطر الإسلامي في إيطاليا، والذي هدد مدينة روما نفسها في منتصف القرن التاسع الميلادي. وانهيار الإمبراطورية الكارولنجية، والذي أضعف سيطرة الإمبراطور على البابوات والنبلاء الرومان. ورغبة النبلاء الرومان في التحرر من قيود الدستور الروماني، والذي كان يحد من سلطتهم.