تزعمت الولايات المتحدة الأمريكية خلال ستينيات القرن العشرين مشروع إنشاء القوة الذرية المشتركة لدول حلف شمال الأطلنطى (NATO) على أن يكون لها الدور الرئيس المتحكم فيه، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة توثيق علاقاتها بدول غرب أوروبا لمجابهة سياسة ديجول(Charles de Gaulle) للاستقلال النووي لدول غرب أوروبا، وذلك ضمانًا لاستمرار هيمنتها على دول حلف الناتو، وكذلك إرضاء النزعات القومية لبعض دول الحلف وخاصة ألمانيا الغربية في المساهمة في الدفاع الذرى دون السماح لها بصناعة أسلحة ذرية أو امتلاكها.
ولذا طالبت الولايات المتحدة بضرورة تعديل معاهدة حلف شمال الأطلنطى لتصبح صالحة لمقتضيات الحال، فلم يعد الاتحاد السوفيتى هو مصدر الخطر الوحيد الذى يهدد الغرب، حيث ظهرت الصين كقوة عسكرية ونووية كبيرة. وهذا ما دفع بواشنطن للمناداة بتشكيل القوة الذرية المتعددة الأطراف تحت مظلة حلف الناتو. وهكذا جاء المشروع الأمريكي بإنشاء هذه القوة المشتركة تنفيذًا للاستراتيجية الأمريكية بالدفاع عن غرب أوروبا، فتقدمت بعدة مشروعات لحلفائها وطلبت منهم دراستها والاشتراك في تكوين هذه القوة الذرية من أجل توثيق علاقاتها مع دول أوروبا الغربية.