تعددت الأفكار والرؤى التجريبية فى المسرح على مستوى العرض والنص بدعوى الثورة والتمرد وبحسب ما يطرأ من جديد فى العلوم الانسانية والاجتماعية والتجريبية والفلسفية ، ومن العلوم التى تأثر بها المسرح علم الأيقونولوجيا والتأمل النظرى والتاريخى فى فكر الصور- الذى ربما بدأ فى عصر النهضة - الموجزة عن الصور الرمزية التى كان أولها كتاب غير مزود بالصور وهو كتاب (الايقونولوجيا  Iconologia)عام 1592 للفنان الإيطالى سيزار ريبا Casare Ripa، ودراسات إروين بانوفسكى  Erwin Panofsky، وظهور الصورة الذهنية فى علم النفس الحديث والصلة بين النظرية السيميائية الحديثة وقوانين الفيلسوف الاسكتلندى )  ديفيد هيوم Hume  David) الخاصة بالتداعى والتخاطر ، وأسبقية الانطباعات على الأفكار.
كما تأثر المسرح راديكاليا – فى التأليف والإخراج - بالتكنولوجيا والعالم الرقمى والثورة العلمية فى مجال الصورة ، حيث أن هناك علاقة تراتبية بين العلم والتطور كذلك التقدم التكنولوجى والمسرح ، ففى القرن التاسع عشر كان المسرح مكانأ لعرض التكنولوجيا الصناعية الحديثة " وكثيرا ما كانت المنتجات والابتكارات الخاصة بالثورة الصناعية يتم التعرف عليها  لأول مرة على خشبة العرض المسرحى، وفى عام1985 م قدمت أول مسرحية رقمية عبر شبكة الانترنت ، وقام بتأليفها رائد المسرح التفاعلى (تشارلز ديمز) ، ويتجاوز من خلالها المفهوم التقليدى للمسرح ، ليصبح المتلقى فيها مؤلفا ايضاً يطرح خياراته وتخيلاته فى مسار الاحداث وتركيبها . تحاول الباحثة دراسة الظاهرة المسرحية للوقوف عند حدود الفهم ؛ لنرى، كيف أدت المحاولات التجريبية الحديثة إلى تحرير الواقع المسرحي من الجمود وحثّه على التجدد، ومحاولة تقييم تلك المحاولات التجريبية التى تأثرت بالتطور التكنولوجى والرقمنة فى التأليف والاخراج المسرحى، ومدى قدرة النظرية النقدية الفرانكفونية على معالجة وتناول الفكر النقدى للواقع السياسى والاجتماعى فى القضايا الحداثية فى العمل المسرحى  ؟