يتناول هذا البحث نشر أقدم دينار عباسي ضُرب في مدينة بيشه سنة 297ه, ووصفه من حيث الشکل العام ودراسة نصوص کتاباته, وتحليلها, وتفسير أسباب نقش بعض نصوص کتاباته في ضوء الأحداث السياسية التي حدثت خلال عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله, ولهذا الدينار أهمية کبيرة، لأنه يؤکد العلاقة الوطيدة بين السياسة والنقود. وهذه سمة النقود؛ فهي وثائق مادية محسوسة صادقة وواضحة تعبر بصدق عن أحوال العصر الذي ضربت فيه، وتحمل أهم سماته ومظاهره وقوته وازدهاره، کما تثبت ضعفه وتدهوره. کما يتناول البحث وصف لدينارين ضرب بيشه – سبق نشرهما- الأول: ضرب في عام 337ه, والثاني سُک في سنة 340ه, بالإضافة إلى توضيح أوجه الشبه والاختلاف بينه وبينهما, وما ينفرد به عنهما, فضلاً عن تسليط الضوء على مدينة بيشه من خلال دراستها دراسة تاريخية دقيقة لنتعرف على أحوالها من حيث موقعها وأهميته الجغرافية والاستراتيجية والتجارية, ومواردها الاقتصادية وثرواتها, ومکانتها قبل وبعد الإسلام بصفة عامة وفي العصر العباسي بصفة خاصة؛ للوصول إلى الأسباب التي جعلت مدينة بيشه داراً لضرب النقود الذهبية العباسية.