تناول هذا البحث حكم بول الإبل والتداوي به عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله مقارنة مع المذاهب الأخرى. ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله أن بول الإبل نجس لا يحل شربه ولا التداوي به. واستدل على ذلك: بالعمومات الواردة في السنة النبوية المطهرة التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنزاه من البول عمومًا دون تفريق بين بول وبول، ووافقه في ذلك الإمام الشافعي رحمه الله. وخالفهما المالكية، والحنابلة، ومحمد بن الحسن من الحنفية رحمهم الله، فقالوا: بطهارة بول الإبل، وجواز التداوي به، ومن أدلتهم على ذلك: حديث العرنيين الذي أباح النبي صلى الله عليه وسلم فيه شرب أبوال الإبل. ورد الحنفية عليهم بأنه حديث منسوخ بالعمومات الواردة في السنة التي تُخبر بنجاسة كل الأبوال، وأن هذا الحديث كان حالة خاصة وواقعة عين أباح فيها النبي صلى الله عليه وسلم شرب هذه الأبوال للحاجة؛ وهي التداوي من مرض معين في وقت معين لأشخاص معينين، فلا يقاس عليها. وقد حذر المتخصصون في مجال الطب والأدوية، ومنظمة الصحة العالمية من التداوي ببول الإبل الآن؛ لإحداثه أضرارًا خطيرة على الناس، وهذا ما يوافق مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله.