تقترن بالزيادة فى عدد السكان زيادة أخرى مطردة فى الطلب على الاحتياجات الأسياسية لاسيما الحياتية منها، ويأتي الحصول على مياه الشرب المأمونة فى الصدارة من هذه الاحتياجات كون المياه المنتجة هى مؤشر على صحة الإنسان، كما أن وفرتها وجودتها دليل على رفاهيته وتحضره.
وعلى امتداد مساحة محافظة الدقهلية التى تبلغ نحو 3500 كم2؛ تنتشر 200 محطة لإنتاج مياه الشرب النقية، وذلك بغرض تدبير وضمان إمداد سكان المحافظة البالغ عددهم زهاء سبعة ملايين نسمة عام 2021 باحتياجاتهم المتزايدة من مياه الشرب النظيفة، لكن وعلى الرغم من ذلك لم يتخذ نمط التوزيع الشكل المأمول من حيث الانتشار المتعادل على رقعة المحافظة، لكن وعلى النقيض من ذلك؛ ازداد عدد المحطات تركزا على طول امتداد نهر النيل (فرع دمياط) وبخاصة بالقطاعين الجنوبي والأوسط للنهر حيث مراكز: ميت غمر وأجا والمنصورة وطلخا، وازدادت معه كثافة تغطية هذه المحطات للمناطق التى تخدمها، بينما تناقص عددها ومن ثم كثافة تغطيتها فى المراكز الواقعة فى شرقي وشمالي المحافظة، ومنها: السنبلاوين ودكرنس والمنزلة وتمي الأمديد، فيما خلا مركز بني عبيد ومركز المطرية من أي محطات لإنتاج مياه الشرب.
وقد خلصت نتائج التحليل المكاني لتوزيع محطات إنتاج مياه الشرب فى الدقهلية إلى الحقيقة السابقة، وذلك بالاعتماد على نتائج عدد من المؤشرات الجيو- إحصائية كمنحنى لورنز لبيان العلاقة بين توزيع المحطات والمساحة، ومركز ثقل المحطات، والظاهرة المركزية، واتجاه التوزيع، والمسافة المعيارية، بالإضافة إلى قرينة الجار الأقرب، وقد أمكن تبعا لذلك تقدير كثافة تغطية المحطات، وبيان مجال نفوذها المكاني حسب نتائج تحليلات برنامج ArcGIS، كما تعزز ما توصلت إليه الدراسة حيث تبين زيادة مساحة المناطق منخفضة كثافة التغطية جدا فى محافظة الدقهلية.