المتابع للحركة البحثية السوسيولوجية في الوطن العربي عامة وفي المجتمع المصري على وجه الخصوص خلال العقود الماضية ، يلحظ أن ثمة اهتماماً تزايد بقضايا المرأة على اختلاف تلك القضايا، فقد شغلت قضايا المرأة في المجتمع المصري اهتمام الباحثين في مختلف العلوم الاجتماعية، ويعكس ذلك في جانب منه أمرين ، الأول : أهمية تلك القضايا التي جعلتها محط اهتمام الباحثين في مختلف تلك التخصصات ، و الثاني: الاعتراف المتنامي بتلك القضايا وما تطرحه من إشكاليات على المستوى الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وذلك باعتبار أن المرأة تمثل عنصرا فاعلا في المجتمع , يقع على عاتقه الكثير من المهام التي تتعلق بالأسرة , والتي تمثل نواة المجتمع، إضافة إلى الأدوار المتعددة التي باتت تقوم بها خارج نطاق الأسرة، في سوق الاقتصاد والتعليم والسياسية وكافة شؤون المجتمع.
وعلى الرغم من سعي المرأة إلى تطوير مهاراتها وقدراتها وكفاءاتها العملية والعملية الفنية ، حتى تكون جديرة باحتلال مكانة مميزة في المجتمع وكافة مؤسساته على اختلافها فإن حضورها وتقلدها المناصب العليا أصبح محدودا , وذلك وفقا لتأكيد العديد من الدراسات السابقة ، فرغم الاعتقاد السائد بأن المرأة تمكنت من الحصول على قدر عال من التعليم , وأصبح لها حقوق وفرص متاحة ومعترف بها في المجتمع ، فإن الواقع العلمي يثبت أنه على الرغم من تسلح المرأة بحقيبة معرفية مهمة من خلال استفادتها من حقها في التعليم وبالرغم من الحماية القانونية للمرأة وتكريس حقها في العمل كحق انساني، فإن المرأة العاملة تبقى رهينة لرؤى وأحكام مسبقة , كبلتها ووضعت في طريقها عراقيل مختلفة, تحول دون تمكنها من وضع كافة طاقاتها ومهاراتها في خدمة تقدم المجتمع ونهضته