تهدف الدراسة إلى التعرف على تأثير البيئة والفنون على تاريخ العمارة الاسلامية في العصر المملوكي الجركسي. اتبعت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي وذلك من خلال مراجعة مصادر تاريخية أولية وثانوية وتحليل بعض العناصر المعمارية في تلك الفترة لتحقيق أهداف الدراسة. توصلت الدراسة إلى التأثير الكبير لكل من البيئة والفنون على تاريخ العمارة الإسلامية في العصر المملوكي الجركسي، حيث صممت المباني تبعاً لأسس معمارية بيئية واحتوت على العديد من المفردات المعمارية التي تحقق استجابة فعالة للظروف البيئية. من جهة أخرى، فإن انعكاس الفنون ظهر جلياً في العناصر الجمالية والزخارف المضافة لإثراء القيم الجمالية للمنتوج المعماري عندهم.
يُعد العصر المملوكي أحد أهم العصور التي مرت على المنطقة العربية والإسلامية ( )، حيث تمتع المماليك بقوة عسكرية ورخاء اقتصادي ساهم في تحقيق نهضة حضارية شملت كافة جوانب الحياة التعليمية، الاجتماعية، الثقافية، الدينية، والإدارية ونتيجة لهذا الازدهار ظهرت أشكال متنوعة من العمائر لاحتواء هذه الأنشطة فأبدعوا في بناء المساجد والخانقاهات والمدارس، كما انتشرت البيمارستانات، الوكالات، الخانات، الحمامات وغيرها من المباني العامة، كما برع المماليك في بناء القصور والمساكن والتي كانت تعكس الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لساكنيها( ).