يتناول البحث موضوع المحاضر ودورها الثقافي في الصحراء الموريتانية؛ إذ مثلت مؤسسة تعليمية ثقافية وهي عبارة عن ما يشبه الجامعات في وقتنا الحالي لكنها كانت لا تتقيد بسن ولا وقت محدد للدراسة ولا رسوم يدفعها الطالب ولا مكان محدد ، بل كانت تنتقل حسب الظروف المناخية وتوافر الماء والكلأ ، أسهمت في ترسيخ الهوية العربية الإسلامية والتاريخية للمجتمع، وقد وفرت ا لطلبة العلم جميع ما يحتاجونه بمرونة وفق ظروف الصحراء وطبيعة تنظيمها وأساليب التعليم فيها. وقد استطاعت نشر العلم والحفاظ عليه بين السكان بجميع أطيافهم ومستوياتهم؛ فوفرت لهم أن يتعلموا المعارف سواء من العلوم الشرعية الإسلامية أو من علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والفلك، وحتي الطب؛ وهو ما جعل هذا البلد منارة يهتدي بها ونبراسا يستضاء به، وحافظت المحضرة الموريتانية على خصوصياتها قبل مجيئ المستعمر الفرنسي وتزعم شيوخ المحاضر الدعوة للجهاد ضد الغزاة وقاد بعضهم الجهاد ضد الفرنسيينووقفت بقوة أمام سياسته التعليمية والثقافية لمحو هوية المجتمع وفرنسته. ؛ لتكون بذلك مركزاً للإشعاع الثقافي والحياة العلمية ومنارة لنشر الإسلام واللغة العربية في غرب إفريقيا.