تُعد فلسفة الانسجام موضوعًا شائعًا فى مختلف المذاهب الفكرية والدينية. ويؤكد مفهوم الانسجام بشكل أساسى على أهمية التوازن والوحدة فى جميع جوانب الحياة، حيث أنه يؤكد على أن كل شئ فى الكون مترابط ويجب أن يُنظر إليه على أنه نظام واحد منسجم ومتناغم. ولكن لم يتم تحديد خصائص أو سمات عامة لهذا الانسجام، ولكى نستكشف الإطار النظرى لفلسفة الانسجام والذى سوف يسمح لنا فيما بعد بالحكم على أى وحدة بنيوية بأنها منسجمة أو غير منسجمة. يجب علينا استكشاف الطبيعة، حيث أنها مثال للانسجام الإلهى الأزلى، وذلك من خلال مفهوم التناظر بين الإنسان والطبيعة. ويُعتبر مفهوم التناظر بين الإنسان والطبيعة فكرة فلسفية وميتافيزيقية تقترح وجود علاقة أساسية بين التجربة الإنسانية والطبيعة. إنه يعنى أن هناك تناسقًا أو انسجامًا بين بنية الكون وهيكل العقل والجسم البشرى. ولقد تم استكشاف هذه الفكرة بأشكال مختلفة عبر تاريخ الفلسفة. حيث غالبًا ما يُنظر إلى الكون على أنه عالم كبير يعكس الصورة المصغرة لجسم الإنسان وعقله.