يشكل إقليم المدن الثلاث (لبدة، صبراتة، أويا) أهمية استراتيجية لدى الرومان مما جعلهم يخططون لرومنته وذلك بحل نظمه الإدارية التي كانت سائدة قبل مجيئهم لاحتلال الإقليم، ووضع مكانها النظم الإدارية الرومانية التي كانت سائدة في روما، حيث عملوا منذ بداية الغزو الروماني بتغيير حدود أفريقيا الرومانية والتي كانت تعرف باسم أفريقيا القديمة وضمها مع أفريقيا الجديدة وأصبحت تعرف باسم (Provincia Africa Proconsularisi) ولاية أفريقيا البروقنصلية سنة 27ق.م. ونظراً لأهمية إقليم المدن الثلاث لديهم في بداية احتلالهم له لم يقوموا بتغيير أنظمته الإدارية القرطاجية لأنها كانت تتشابه مع النظم المتبعة في روما، ولكن مع بداية القرن الثاني الميلادي بدأ الرومان في تغيير النظم الإداري بالإقليم بعدما تحصلت مدنه على ميزات برفعها إلى درجة مستعمرات رومانية في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد وأصبح نظام الشوفطيم يطلق عليه (الحاكمان) (Duovire) والمحازيم يطلق عليهم الإيدليس (Aedlies) في محاولة منهم بصبغها بالصبغة الرومانية الخالصة، إلا أنه ظلت القرى والقبائل المجاورة للمدن، ظلت محتفظة بنظامهم القروي الذي يعتمد على شيوخهم، واتبع الرومان سياسة اللين معهم تخوفاً من خطر يهددهم، وظل الإقليم يتمتع بالرخاء والسلام حتى القرن الثاني الميلادي إلا أنه في نهايته عمت الفوضى والاضطرابات السياسية الإقليم من سنة 193 حيث أصبح الإقليم تحت حكم الإمبراطور سبتيموس سيفيروس وتمتع الإقليم في عهده بالرخاء والاستقرار حتى وفاته وأخذ أبناؤه الحكم ورجعت الفوضى تعم أرجاء الإقليم فقامت الثورات ضدهم في سنة 268م في عهد الإمبراطور دقلديانوس سنة 284م.