لفقه الأولويات وضوابطه أهمية كبيرة في معرفة ترتيب الأعمال وأسس تقديم بعضها وتأخير البعض الآخر، وقد غني المذهب الحنفي بكثير من المسائل التي يمكن استنباط ضوابط فقه الأولويات منها؛ وذلك لخصائصه وطبيعة تكوينه. وكتاب المبسوط للإمام السرخسي مصدرٌ خصبٌ لتلك المسائل، فجاءت الدراسة معنيّة بتتبع مسائل الأولويات في أحكام الطهارة والصلاة عند الحنفية في كتاب المبسوط، واستنباط ضوابط فقه الأولويات عندهم منها، باستخدام المنهج الوصفي القائم على استقراء المسائل ومن ثَم تحليلها، والمنهج الاستنباطي للوصول لضوابط فقه الأولويات عند الحنفية من خلال كتاب المبسوط، ومن ثَم بيان العوامل المؤثرة في ترتيب فقه الأولويات لديهم، كأصول الفقه الحنفي وقواعده اللغوية، وحكمة الشريعة ومقاصدها، وفقه الموازنات، وسد الذرائع، وفقه الواقع، وغيرها من المؤثرات، كما توضّح الدراسة ما قد يُبنى على تلك الضوابط من مسائل في الفقه الإسلامي المعاصر إن وُجدت؛ تأكيدًا على أهمية فقه الأولويات والحاجة إليه، والدراسة تقتصر على عدد من النماذج؛ إذ ليست الدراسة إحصائية، وإنما المقصود منها عرض النماذج المعبرة عن سياقات فقه الأولويات، كما لا تكتفي الدراسة بكتاب المبسوط، وإنما تذكر كتب المذهب الحنفي الأخرى عند الحاجة إليها في فهم معايير الأولويات ومصادرها؛ تحقيقًا للهدف الرئيس من الدراسة وهو الوصول إلى ضوابط فقه الأولويات عند الحنفية وأسسه في أحكام الطهارة والصلاة.