تتناول هذه الدراسة المجاورين في الحرمين الشريفين خلال العصر العثماني (1520-1603م ) باعتبارهم أحد عناصر المجتمع الحجازي الذين استقروا في مكة والمدينة.
كان لأهمية الحجاز الدينية وموقعها الجغرافي المتميز ،وكذا دور المجاورين الواضح في تنمية المجتمع الحجازي حينذاك سبباً في اختياري لهذا الموضوع ،اما اختياري للفترة الزمنية ،هي فترة بداية عهد السلطان سليمان القانوني (1494-1566م) إلي عهد السلطان محمد الثالث (1566-1603م) أي من 1520-1603م ،وهذه الفترة تعد من الفترات الذهبية للدولة العثمانية وأقوي سلاطينها الذين اهتموا بسائر الاقاليم وخاصة الحجاز ،ولقد عرضت الدراسة لفئة المجاورون الذين وفدوا إلي الحجاز من أقاليم مختلفة وجنسيات متعددة لأسباب عديدة وأقاموا بجوار الحرمين الشريفين ولذلك سموا بالمجاورين ، ويتبين من خلال هذه الدراسة كثرة عدد هؤلاء الوافدون للحرمين الشريفين بحيث شكلوا الفئة الأكبر من السكان ،إذا ما قورنوا بعدد أهلها الأصليين ،وقد أثر المجاورون تأثيراً كبيراً في نهضة المجتمع الحجازي في كافة النواحي الثقافية والعلمية والإقتصادية ،وتولوا الكثير من المناصب الكبيرة منها والصغيرة سواء دينية أو قضائية أو علمية أو إدارية .
ولقد التزمت بمراحل منهج البحث التاريخي بداية من اختيار الموضوع وجمع المادة العلمية من مصادرها الأصلية انتهاءاً بخروجه بهذه الصورة التي بين أيديكم .