تسعى هذه الدراسة إلى رصد صور وأحداث العنف السياسي في المجتمع المصري من خلال تحليل سوسيوتاريخي للفترة من 1948وحتى 2010،و تتناول الدراسة العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في كل فترة من فترات حكم الرؤساء السابقين ، مع تحليل القوى التي مارست العنف في كل فترة وصور العنف التي سادت في تلك الفترات وأسبابها. وقد أسفرت النتائج عن أن العنف السياسي تعددت صوره في تلك الفترات : وتمثلت في التظاهرات ، وأحداث الشغب والتمردات، والإضرابات المحدودة، محاولة الاغتيال، والاغتيالات ومحاولة الانقلاب، واستهداف رجال الدولة والشخصيات العامة والسياسية ، واستهداف المؤسسات الشرطية والاقتصادية و الأماكن السياحية، وكان الفاعل الأساسي لهذه العمليات الجماعات الدينية. والعمال والطلاب وبعض الحركات الاحتجاجية الأخرى. وقد تبين أن أحداث العنف السياسي زادت في فترات النصف الأول من الخمسينيات والسبب في ذلك اتجاه تنظيم الضباط الأحرار إلى تثبيت نفسها كنظام سياسي واتجاهها لتحقيق تحولات ثورية في المجتمع، مما أدى إلى مواجهات حادة مع القوى السياسية الأخرى، وفي عهد الرئيس السادات ظهرت الآثار السلبية لسياسة الانفتاح الاقتصادي والسلام مع اسرائيل ؛ مما أدى إلى خلق المزيد من بؤر التوتر والانفجار في المجتمع، أما في عهد الرئيس مبارك فقد علق الشعب المصري عليه الطموحات والآمال عند توليه الحكم ولكنها لم تتحقق بالقدر المطلوب، وقد شهدت تلك الفترة العديد من أحداث العنف.