لا شک أن قراءة المعلقات في ضوء تقنيات التصوير السينمائية تفتح بابًا جديدًا إلى فهمها، والسياحة فيها، وإضاءة جوانب کثيرة کان التعبير عنها متعذرًا بأدوات النقد القديم، کما يظهر لنا في موضوع هذا البحث بعنوان (المشهد الطبيعي الدارمي في معلقة لبيد بن ربيعة) وإن هذه القراءة الجديدة ليست إلا محاولة متواضعة لإبقاء جذوة المعلقات متقدة، بربطها بالفنون المعاصرة، وفعاليات التلقي في الزمن الحاضر، التي تغذت وفطمت على ثقافة الصورة، وغدت تميل ميلًا شديدًا إلى استقاء المعنى والفکرة والإحساس من الفنون المرئية والمسموعة أکثر من الآداب المقروءة، وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة بيَّن فيها الباحث أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره والمنهج التحليلي الذي التزمه في دراسته، والدراسات السابقة والمباشرة وغير المباشرة، والصعوبات التي واجهها، وفصلين: الأول بعنوان: السيناريو السينمائي وعناصره الرئيسة، واشتمل على أربعة مباحث تحت العناوين الآتية: القصة، المشهد، اللقطة السينمائية، الحوار السينمائي، أما الفصل الثاني، فقد جاء بعنوان: التصوير المشهدي، وتناول فيه الباحث: المشهدية الطبيعية في معلقة لبيد بن ربيعة. وقد ذيَّل الباحث دراسته بخاتمة ذکر فيها أهم النتائج التي توصل إليها، وبقائمة المصادر والمراجع التي استعان بها في إعدادها. وأن أهم هذه النتائج أن هذه الدراسة محاولة جيدة للتقريب بين النص الشعري وغيره من الفنون البصرية والسمعية، والکشف عن العلاقة القوية بين الشعر وغيره من الفنون.