يتمثل هدف البحث في تحليل العلاقة بين كل من التغيرات المناخية ووقوع المجتمعات في شرك الفقر، بالتركيز على قارة إفريقيا، وذلك من خلال استعراض الوضع الحالي والمحتمل للتغيرات المناخية في القارة. كذلك إلقاء الضوء على أهم القنوات المباشرة، وغير المباشرة التي يمكن من خلالها أن تؤثر التغيرات المناخية على وقوع الأفراد تحت وطأة الفقر، وكيف يمكن لموائل الكربون الأزرق أن تكون أحد الحلول المقترحة للتخفيف من حدة التغيرات المناخية بصفة عامة، وفي إفريقيا بصفة خاصة.

توضح نتائج الدراسة أن هناك علاقة سببية قوية بين التغيرات المناخية ووقوع الأفراد في دائرة الفقر، بناء عليه، قامت الدراسة باستعراض أهم موائل الكربون الازرق، كأحد الحلول البيئية المقترحة للتخفيف من حدة الآثار السلبية الضارة للتغيرات المناخية المتطرفة والتكيف معها، حيث خلصت الدراسة إلى قدرة موائل الكربون الأزرق على عزل وتخزين الكربون من خلال رواسبها وكتلتها الحيوية، ومن ثم، مساهمتها في الحد من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والأعاصير وغيرها. بالإضافة إلى تحقيقها فوائد اقتصادية وبيئية مستدامة من خلال تنمية عدة قطاعات، كقطاع الزراعة، حيث ساعدت على تحسين سبل عيش صغاري المزارعين، من خلال حمايتها لأراضيهم ومنعها من التآكل وتثبيتها للرواسب بجذورها المتشابكة، ومن ثم، تحسين الزراعة القادرة على الصمود. كذلك قطاع الأسماك الذي ساهمت وفرة أشجار المانجروف بالقارة في تعزيز الإنتاج المستدام للأسماك، ومن ثم، زيادة أنشطة الصيد التجاري وتوفير فرص العمل.