تواجه المنظمات غير الحكومية العديد من المشكلات التي قد تعيق تحقيق أهدافها، ومن بينها ضعف القيادة والإدارة، نقص الخبراء والفنيين، ونقص الكفاءات الإدارية من العاملين، وذلك يتطلب الاستناد في أنظمة عملها على المداخل والآليات التنظيمية والتي من بينها الدعم التنظيمي، وهو ما قد يسهم في تحقيق التماثل المؤسسي بالمنظمات غير الحكومية، فقد هدفت الدراسة الحالية إلى: تحديد مستوى الدعم التنظيمي المُدرك (الدعم القيادي- العدالة التنظيمية- المشاركة في إتخاذ القرار- دعم وتأكيد الذات للعاملين) بالمنظمات غير الحكومية، وتحديد مستوى تحقيق التماثل المؤسسي (الولاء- الانتماء- التشابه) بالمنظمات غير الحكومية، وتحديد طبيعة العلاقة بين الدعم التنظيمي المُدرك وتحقيق التماثل المؤسسي بالمنظمات غير الحكومية، ومن ثم التوصل إلى رؤية مستقبلية مقترحة من منظور طريقة تنظيم المجتمع لتعزيز التماثل التنظيمي بالمنظمات غير الحكومية، وقد انتمت الدراسة إلى نمط الدراسات الوصفية، كما استندت إلى استخدام منهج المسح الاجتماعي بأسلوب العينة لعينة من العاملين بالمنظمات غير الحكومية وعددهم (123)، وقد توصلت النتائج إلى: وجود علاقة طردية دالة إحصائيًا بين الدعم التنظيمي المُدرك وتحقيق التماثل المؤسسي بالمنظمات غير الحكومية، وأوصت الدراسة بتدشين مرصد اجتماعي يهتم بالموضوعات التي ترتبط بالمنظمات غير الحكومية ويُطبق المسوحات والاستبيانات والمقاييس التي تهتم بقضايا المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية وطنية تهتم بمنح الدورات التدريبية لأعضاء مجالس الإدارات مثل التدريب على ممارسة أبعاد الدعم التنظيمي ومنح الدورات التدريبية للعاملين لتعزيز قيم التماثل المؤسسي.