هدف البحث الحالي بصورة رئيسة إلى التوصل إلى الكيفية التي يمكن من خلالها توظيف التكنولوجيا الرقمية لتحسين التخطيط الاستراتيجي للتعليم الجامعي المصري، وذلك من خلال دراسة وتحليل ملامح اهتمام التعليم الجامعي الأمريكي والكندي بتوظيف هذه التكنولوجيا في هذا المجال؛ نظرًا لتميزهما في هذا المجال، ومن خلال تحليل واقع ومعوقات توظيفها بالنسبة للتعليم الجامعي المصري. واقتضت طبيعة البحث الحالي استخدام المنهج الوصفي. وقد خلص البحث إلى مجموعة من النتائج، من أبرزها بذل مصر جهودًا متنوعةً في مجال توظيف التكنولوجيا الرقمية في قطاع التعليم الجامعي؛ من أجل تحسين عملية تعليم الطلاب وتعلمهم، وتسهيل بعض العمليات الإدارية والمالية، وتحقيق التواصل بين أعضاء المجتمع الجامعي، وذلك من خلال تبني مؤسساته لمبادرة التحول الرقمي. وقد تنوعت هذه الجهود، إلا أنه رغم هذا التنوع، فقد تم توظيف هذه التكنولوجيا في تحسين عمليات التخطيط الاستراتيجي بشكل محدود وجزئي وغير كاف، سواء على المستوى الوطني أو المستوى المؤسسي والأساسي، ومن أبرز هذه النتائج أيضًا مواجهة عملية توظيف التكنولوجيا الرقمية في تحسين التخطيط الاستراتيجي للتعليم الجامعي المصري العديد من المعوقات والتحديات، ووجود مجموعة من العوامل الداخلية (نقاط القوة، ونقاط الضعف)، والعوامل الخارجية (الفرص المتاحة، والتهديدات المحتملة) التي تُؤثر على توظيف هذه التكنولوجيا في هذا المجال. وفي ضوء النتائج التي توصل إليها البحث الحالي، تم اقتراح سيناريوهات لمستقبل توظيف هذه التكنولوجيا في تحسين التخطيط الاستراتيجي للتعليم الجامعي المصري، والتي تمت المقارنة بينها؛ من أجل اختيار وتبني أفضلها، كما تم طرح متطلبات وآليات إجرائية لتنفيذ السيناريو الابتكاري -باعتباره أفضل السيناريوهات المقترحة ومحتملة الحدوث- القادر على تعزيز توظيف هذه التكنولوجيا في هذا المجال.