يمثل العنصر البشرى الثروة الحقيقية لأى مجتمع من المجتمعات، بما يسهم فى دعم عمليات التنمية المستدامة وتحقيق العائد الحقيقى للاستثمار فى الطاقات الفكرية والبشرية بما يجعلها حلقة مستمرة فى النمو تستهدف تطوير جميع الموارد البشرية بشكل أكثر فاعلية ، ومع سرعة التقدم وتعقد مجالات التكنولوجيا فى عصر المعلومات، أصبح الإنسان فى حاجة إلى عقول مفكرة ومبدعة ومتفوقة بل وفائقة لتأتى بحلول أصيلة جادة وجديدة.
والمتفوقون لديهم قدرات ومواهب خاصة تمكنهم من الوصول إلى مستوى أداء متميز فى مجال أو أكثر إلا أنه قد يصعب تحقيق ذلك نظرًا لما قد يواجههم من مشكلات تحول دون ظهور تلك القدرات، كما أن البرامج الدراسية العادية قد تخفق فى اكتشاف ما لديهم من طاقات ومواهب خاصة، مما يجعلهم عرضة للتجاهل والإهمال، ومن ثم يفقد المجتمع تلك القدرات التى تعد بمثابة عدته للرقى والتطور، وعليه زاد الاهتمام بهذه الفئة من قبل المسؤولين والمختصين للعمل على فهم طبيعة هذه الفئة، وإعداد الأدوات المناسبة اللازمة لتحديد ما يوجد لديهم من قدرات، واستعدادات ومواهب، ومن ثم توفير البرامج التربوية .والتدريبية اللازمة لتنميتها واستثمارها والاستفادة منها.
ومن ثم جاء البحث الحالى لوضع تصور مقترح لتربية وتعليم المتفوقين في ضوء التوجهات الحديثة ، والتى يمكن الاستفادة منها فى توفير البيئة التربوية مناسبة لهذه الفئة ،وتناولت فيه الباحثة مفهوم التفوق والمتفوقين ، التطور التاريخى لتربية وتعليم والمتفوقين ، وخصائصهم ، وأهداف رعايتهم ، وأساليب اكتشافهم ، استراتيجيات الرعاية التربوية المتفوقين، وكذلك عرض موجز لبعض التوجهات الحديثة فى تربية وتعليم المتفوقين، وقد تم تناول ستة اتجاهات هى: نظام تعليم STEM، المراكز الريادية، جامعة الطفل، نوادى العلوم، الجامعات البحثية، حدائق العلوم.